تحميل كتاب السيرة الأبوية كيف تصبح أبا صالحا في عشرة أيام

2023-04-20

تحميل كتاب السيرة الأبوية كيف تصبح أبا صالحا في عشرة أيام أما ليلة يوم السبت فهي مستديمًا ليلة عصيبة علي، لأنها الليلة التي أعيده فيها لأمه، ليذهب للمدرسة غداة الاحد. أدخل المنزل من مشوار الفرهدة الرومانسية ذاك، خال اليد منه فهو مستديم التعلق بكفي. على عتبة المنزل أجد ريح مهند واللـه إني لأجد ريحه الطيبة في ملابسه التي كان يرتديها فأدنيها مني، أتشممها، وأستنشق وسادته، فينسكب منها عطر طفولته البريئة، ويذكرني برائحته حين كان رضيعًا، يا اللـه ما أجملها.. أفتقد فركه ولعبه الخطور الذي يجعل ذهني في ظرف تيقظ لئلا يصيب ذاته، أو يؤذيها، فهو يثب ويتنطط في مختلف مقر.. يوجد فحسب له أن يطير.. أفتقده جدًا.. أفتقده بقوة.. أفتقده جدا. ي

خاصمني الغفو في تلك الليلة الليلاء، وأتحسس عنقي باحثا عن لفة ذراعه الضئيلة التي كانت تحيطني فلا أجدها، فيرتعد فؤادي وينتفض، وكأن جسدي أصابته الحمى، بينما أسميه بنبرة آسيانة: حمى ليلة يوم السبت.أكثر ما يعذبني في ليلة يوم السبت طاعة ابني المطلقة، فالولد يتصرف مثلما يليق به كابن بار.. في مشوار توصيله لأمه لا أسمع منه إلا كلمة موجود، وكما علمونا أن كلمة موجود “بتريح” ظننت أنني سأرتاح بها، فإذا بالـ(موجود) تلك تعذبني، وتجعل القلب ﻻ يقوى على الفراق. يا بني لِمَ تطيعني بهذه الطريقة العسير.. ألا تقاوحني كعادتك، وتشاكسني، وتعصي أمري، فيبرد مهجتي ولو بسيطًا لفراقك المؤقت.. ألا تعرف شيئًا عن غلظة القلب يا أخي!!