كتاب لماذا لا تذهب الخراف إلى الطبيب – فهد عامر الأحمدي ونجاة سعيد الأحمدي

2022-07-14

الجواب: لأنها على الأرجح تشفى وحدها ولا تتطلب لتناول الأدوية.. فجميع المخلوقات مزودة بجهاز مناعة – وآليات هدم وإنشاء – تقاوم الأمراض وتصلح الأعطاب من دون الاحتياج لتدخل الدكتور.. وتلك ليست مناشدة لتجاهل إرشادات الأطباء – أو إهمال أي علاج – غير أنها تذكير بأن أجسادنا لديها إمكانيات ذاتية على دواء ذاتها بشخصها (على الرغم من أنه يجير كثيرا ماً لمصلحة الأطباء وشركات العقاقير)!!

ما دعاني اليوم لفتح ذلك المسألة هو محنة (أو لنقل فضيحة) تفجرت في المملكة المتحدة مقابل مؤسسات العقاقير. فقبل مدة متواضعة أجرت مجلة الاندبندنت اجتماع مع عالم شهير في ميدان الصيدلة (يطلق عليه ألن روزز) اعترف فيه بأن أكثرية العقاقير التي تنتجها المؤسسات الكبرى غير فعّالة بشكل ممتاز أو جزئي.. وخطورة ذاك الإشعار تجيء من حقيقة أن الطبيب ألن شارك شخصياً في اكتشاف أدوية وظيفة وبلغ إلى مركز وظيفي مندوب رئيس مؤسسة جلاسكو للأدوية (التي تعتبر من أضخم خمس مؤسسات في الكوكب).. وأثناء المؤتمر لطم مثلاً بعقاقير الزهايمر التي تنتجها المؤسسة ولا تفيد إلا فرد من كل ثلاثة مرضى، وعقاقير المرض الخبيث والايدز التي لا تجدي سوى رُبع السقماء، وعقاقير الصداع النصفي والتهاب المفاصل والتهابات الأذن – وأغلب المضادات الحيوية – التي لا تفيد إلا 1/2 السقماء..

ولذا الاعتراف قد لا يكون جديداً على الأوساط التي تعمل في تصنيع العقاقير؛ غير أنه يشكل صدمة حقيقية للمرضى وعامة الناس ممن يشترون عقاقير مكلفة – غير أنها غير فعّالة!! ومما يسهم في تعتيم الصورة أكثر (ويصعّب اكتشاف الحقيقة حتى على السقماء أنفسهم) أنهم غالباً يصلون لمرحلة الشفاء ليس جراء المبنى نفسه لكن جراء النفوذ السيكولوجي أو تغلب جهازهم المناعي على الداء.. والأسوأ من ذلك وذاك أن أكثرية مؤسسات العقاقير تحجم عن صناعة أدوية ناجعة نتيجة لـ تضاؤل مكان البيع والشراء أو قلة الاستهلاك (نتيجة لندرة الداء ذاته).. ومن جهة أخرى تتزاحم على إصدار عقاقير وأدوية لأمراض متواضعة وغير خطيرة إلا أنها تستمتع بسوق هائلة (مثل الزكام الذي لم يكتشف له دواء حتى حالا؛ ومع ذاك يبقى له زيادة عن 637 عقاراً بشأن العالم!!).

أيها السادة: من غير شك لسنا خرافاً.. إلا أن مؤسسات العقاقير تعاملنا أيضاً