أحدث تحميلات الموقع فكر وثقافة وإيديولوجيا

كتاب أيها القارئ عد إلى وطنك – ماريان وولف

2022-04-24

إن تميز قراءتنا ليست مؤشرًا على إجادة وأصالة تفكيرنا لاغير، لكن المسلك الأشهر صوب تحديث مسارات قريبة العهد تمامًا، ترتبط بالتطور العقلي لجنسنا الآدمي. هنالك العديد على المحك في حين يتعلق تحديث عقلنة القراءة، وفي التغييرات المتسارعة التي تميّز هذه اللحظة إصداراته الجارية والمتطورة. ليس عليك إلا تفحص ذاتك، ولعلّك لاحظت سلفًا كيف تتبدل تميز انتباهك كلّما قرأت شيئًا ما على الشاشات والأجهزة الرقمية، أو لعلك شعرت بوخزة تأنيب وجدان مفاجئة، وهذا لإحساسك أن ثمة شيئًا خفيًا ينقصك، حينما حاولت الانغماس في كتابك المفضل، مثل طرف شبحي، تتذكر القارئ الذي كُنْتَهُ، بل لا تَستطيع استدعاء (الفزاعة المتيقظ) ذلك مع إحساس الإبتهاج نفسه الذي شعرت به وقتما سافرت ذات مرة من مقر ما خارج الذات إلى فضائك الداخلي.

إنّ المسألة يتكاثر صعوبة مع الأطفال، حيث يسهل تفريق وبعثرة انتباههم على باتجاهٍ متواصل، وتغمرهم المحفزات التي لن تتبلور في مخزونهم المعرفي تماما. ممّا يشير إلى أن مقدرتهم الجوهرية على استخلاص المقارنات والاستدلالات لدى القراءة سوف تكون أصغر تزايدًا. تأخذ أذهان الشبيبة في التقدم دون وجود أي علةٍ للقلق المحيط بهم على نقيض أكثريتنا، وبصرف النظر عن هذا فإنَّ بكثرةً من شبابنا لا يقرأ إلا المرغوب منه، وفي كميات وفيرة من الفترات لا يقرؤون البتة.