رواية ألما – جان ماري غوستاف لوكليزيو

2022-12-30

“أحب السفر بالتريلا. رؤية التلال والقرى والناس، لم يعتبر ثمة واحد من في ألما وذلك محزن”
“ألما” هي حكاية قاسية، مفعمة بالخيبات والمرارات، قصة الخسارة والفقد والتلفيات ، ومساءلة الزمان الماضي، تحوي معها شخوصا فانتة متشكلة، وفضاءات جذابة، وسردا عذبا ومضامين آدمية عميقة.

وتبدأ الوقائع إذ يزور “جيريمي” جزيرة “موريشيوس”، للتحقّق من تاريخ أسرته، والبحث عن أحدث آثار طائر الدودو المنقرض.وتتقاطع رحلته هذه بمسيرة معاكسة نهض بها “دومينيك”، المتشرّد الذي غلام ليثير الضحك، مثلما يقول عن ذاته. وما بين الرحلتين تتناسل الروايات وتتعدّد، ومع تقدّم السرد ينبني عالم “ألما” التي حوّلتها الأزمنة القريبة العهد إلى “مايا لاند”: أرض الأوهام.

“لوكليزيو” الحائز على جائزة نوبل في الآداب عام 2008، بوصفه “كاتب الانطلاقات العصرية والمغامرة الشعرية والنشوة الحسّية، ومستكشفاً لإنسانية خارج الحضارة السائدة”، يرجع في قصته تلك إلى أرض أجداده “جزيرة موريشيوس”، ليحكي عنها، وعن أنهارها وجبالها وسهولها وأشجارها، وسكانها من بشر وحيوانات، بنثرٍ شاعريّ يجعل من القصة أنشودةً في محبّة الموضع وماضيه.

يقال أن “جان ماري غوستاف لو كليزيو” هو روائي فرنسي حائز على جائزة نوبل للآداب 2008، صبي بمدينة نيس الفرنسية، وقد أمر سنتين من طفولته في نيجيريا، ونهض بالتدريس في جامعات في بانكوك وبوسطن ومسكيكو سيتي.
في سنة 1965 صدرت له عدد من الروايات القصيرة تحت عنوان الحمى ثم مجموعة أخرى في السنة اللاحق تحت عنوان الطوفان، ثم الأرض المقدسة في سنة 1967 يتبعها «النشوة المادية» في السنة ذاته ثم كتاب «الهرب» عام 1969 ثم «المعركة» عام 1970 ثم «العمالقة» عام 1973.

وقد كان لوكليزيو قد اشتهر عالم 1980 في أعقاب عرَض حكاية “الصحراء” التي اعتبرتها الأكاديمية السويدية تتيح “صورا مدهشة لثقافة ضائعة في صحراء في شمال إفريقيا”.