كتاب لا يكتب التاريخ مرة واحدة – عبد الرحمن الإبراهيم

2022-11-04

لأنّ مناشئ كتب الزمان الماضي التي لم تكن في حوزتنا قبلاً أصبحت متوفرةً لنا اليوم، بفضل سهولة الوصول للمناشئ والمعلومات؛ خسر أصبحت المخطوطات والملفات -التي كان الباحثون يسافرون للحصول أعلاها ويقضون أسابيع وشهوراً في المكتبات- بمتناول اليدّ، وبات لزاماً على المؤرّخ أن يُناقش ما كتبه من سبقوه، محاولاً تحديث عملية الكتابة التاريخية لإتيان أركان لم يشطبّ البصر على يدها من قبل.

«لا يُكتب الزمان الماضي مرّة واحدة»، لأن المنهجيات والنظريات العلمية التاريخية تتجدّد وتتطور دائما، وعلى المنقبين الخليجيين الذين ينشرون بالعربي -بشكل خاص- موائمة ذاك التقدم العلمي ومسايرته.

«لا يُكتب الزمان الماضي مرّة واحدة» لأن الأحوال السياسية التي كتب فيها قليل من المؤرخين كتبهم تحولّت، والمحظورات التي في زمانهم تبدّلت، تلك الحرية البحثية تجعل الزمان الماضي يُكتب زيادة عن مرّة.

ذاك الكتاب متمثل في نصوص مالية كُتبت كمحاولة رحيلٍ عن النسق السرديّ السائد في كتابة تاريخ مساحة الخليج عموماً، والكويت بشكل خاصً. والنقد هنا لا يشير إلى التقليص من مبادرات المفتشين والمؤرخين الذين تمّ تناولهم في الكتاب. حيث أن مساعيهم الجاهدة مشكورة ومقدّرة، إلا أن الكتاب -مثلما هو في عنوانه- ينشد قراءة الزمان الماضي وكتاباته من رأي غير مشابه وتجديديّ، ولذا عن طريق العملية المادية المطردّة لما هو منشور.