رواية يوليانا – نزار عبد الستار

2022-04-29

يوليانا ليست امرأة على الإطلاقً، وليست قدّيسة ليس إلا. هي بلدة. هي وجدان. هي الشدة الصامتة تنطق حين يلزم أن تفعل وتختار باعتناء من تخاطبهم. يكفي أن تلامس قبرها، وأن تداعب طيفها، يكفي أن تكون مجنوناً طفيفاً، مستبعداً بكثرةً على حسب نواميس الإنس الضيّقة، يكفي أن تكون قلباً أبيض، على أن تأتيك.

جهة الموصل، في دير ضئيلٍ بسيط بقرية كرمليس، ترفرف روح يوليانا على البلدة. هنالك، تظل مع مريديها، تشهد على التغيّرات التي تطرأ على المدينة البعيدة المنعزلة وهي تفتح أبوابها لرياح التجديد. يوليانا لا تحارب بسيف الدين مثلما يفعل الدخلاء الحديثين، لا تدين التحوّلات التي جرفت أولاد المدينة صوب الملذّات ورياح الحداثة. هي الشاهدة، هي الموجودة الغائبة، هي هذه الكتلة المشعّة التي لا توضح بكثرةً، إلا أنّها، إن ظهرت، تشعل الدنيا نوراً.

«يوليانا» تحاكي أسلوب الواقعيّة السحريّة بواسطة قصّة بلدة ضئيلة منسيّة وجيلَين من الأولاد. بين الملحميّ والدينيّ والدنيويّ، يداوي الكاتب بعين ثاقبة وقلم لمّاح ساخر مجبول بالتاريخ والأسطورة، عراق أمس واليوم، وبالتحديدً المجتمع النصرانيّ فيه.