رواية موت الملك تسونغور – لوران غوديه

2022-10-28

مُنذ أسابيعَ، وكلّ شخص من سكّان ماسابا، وكلّ بدويّ، قد وحط في الساحة الرئيسَة، هديّته للعروس المستقبليّة. ارتفَعت أكداس كبيرة جدا من الزهور، ومنَ التمائم، ومن أكياس الحبوب وجرار النبيذ. ازداد منطقة جبلية من الأقمشة ومن تماثيل مقدّسة. أرادَ كلّ فردٍ من ضمنهم أنْ يُهدي ابنة الملكِ تسونغور عربون حمد وصلاة مُباركة. إلّا أنَّه في هذه الليلة جرى توظيفُ خدَم القصر بأنْ يخلوا الساحةَ من جميع هذهَ العطايا. لم يكن يلزم إبقاء أيّ شيء. كان ملك ماسابا الكبير السن يرغب للفُسحَةِ أنْ توضحَ مزيّنة وفي كامل ألقها، وأنْ تنثرَ باحةُ القصر بالورود، وأن ينتظمَ حرسهُ المختص فيها بلباس الطقوس. فالأمير كوام سوف يرسل سفراءَهُ ليضعوا هداياهُ أسفل قدَميّ الملك. يوم العطايا، هو مطلع حفل العرس، وينبغي لجميعّ شيء أن يكون معدّاً على أحسَنِ ما يرام. لم يتوقّف خدَمُ القصر، أثناء الليل، عن الجيئة والذهاب، متنقّسهلَ بين منطقة جبليةِ المنح في الساحةِ وحجرات القصر. ينقلون هذهَ المئات من صُرَرِ الزهور والحليّ. كانوا يوزّعون التمائم والتماثيل والسجاجيد على أجنحة القصر المتنوعة، بأقصى تنسيقٍ جائز، مع حرصِهم على عدَم تهييجِ الجلَبة. كان ينبَغي أن تكون الساحة العظيمة فارغةً، وأن يكونَ القصر ثريّاً بأمَارات محبّة الشعب هذه. كان يقتضي أن تنهضَ الأميرة ساميليا من نومها على قصر يعبقُ بألف عطر ولون. وقد كانت أرتال طويلة من الحمّالين تعملُ على ذاك بصَمت. كان يجب أن ينهوا عملهم قبل استيقاظ الأميرة وحاشيتها.