تحميل كتاب استكشافا لفن الرواية – يان ليانكه

2023-10-28

تحميل كتاب استكشافا لفن الرواية – يان ليانكه

يستذكر تولستوي كلما كان يكتب الجزئية التي تُلقي فيها بطلة الحكاية بشخصها في مواجهة القطار في آنا كارنينا، بأنه انكفأ على مكتبه وتنفيذ يجهش بالبكاء، فموت آنا كارنينا جعل التحكّم في عواطفه قضىًا مُستحيلًا. ويقول تولستوي أنه لم يُرد آنا كارنينا أن تموت، إلا أن قدرها وشخصيتها هما من قاداها إلى الإلقاء بشخصها في مواجهة القطار على نحوٍ حتمي. وبذلك الوضع مع جميع كُتّاب الواقعية العُظماء من القرن الـ9 عشر، الذين وجدوا أنفسهم في مسعى يكونون فيها غير قادرين في التحكم بمصائر شخصياتهم، إلا أن ينقادون هم أيضًا مع أقدار تلك الأفراد المحتومة. ويحتسب جميع كُتّاب الواقعية العُظماء بأنهم محض متحدثين بألسن شخصياتهم، ويحسون بأن شخصياتهم الوهمية تحل بقالةّهم من جهة الضرورة والفحوى.

نستطيع القول بأن الشأن يشبه مثلما إذا كان متى ما أصدر قراراّت نورا أن تدع البيت، لم يتمكّن هينريك إبسن أن يمنعها من تصرف ذلك بأي أسلوب وكيفيةٍ كانت. إن الكاتب بحت راوٍ وراء الكواليس، ولا لديه لا السلطة ولا التمكن من التحكّم بمصائر شخصياته. وكلما قّل تحكّم الكاتب بمقدار شخصيته، أعطت الانطباع هذه الشخصية أكثر انتعاشًا وحيويةً، والعكس بالعكس، إذا ما كان للكاتب يدٌ في اتجاه الرواية وقدر الشخصية، أعطت الانطباع هذه الشخصية جامدة و واهنة. والأمر سيّان في أدب الواقعية، حينما كانت سلطة الكاتب ورتبته أدنى بخصوص بمصير شخصيته كان هذا أرقى. بمعنىً أحدث، أسمى ما يمكن للكاتب أن يفعله هو أن يختفي.

في ذاك الجهد المهم، يغوص بنا (يان ليانكه) فى أبعادٍ متباينة للأدب، محاولًا سبر أغوار الكتابة والواقعية وفرضياته حولهما، كاشفًا عن أبرز الأفعال التي ألهمته وشكّلت تجربته ووعيه الأدبي،جامعًا فيه أبرز الأسماء في تاريخ الأدب والرواية، ومانحًا إيّانا نظرةً متفحصة في تاريخ وأوضاع الحكاية العصرية والمُعاصرة.

تحميل كتاب استكشافا لفن الرواية – يان ليانكه