تحميل رواية نيران توبقال – فيصل الأنصاري

2023-10-27

تحميل رواية نيران توبقال – فيصل الأنصاري

منذُ أن كنتُ طِفْلًا أُسالفُ نَسَمَاتِ الرياحِ في طُرُقَاتِ (سِجِلْمَاسَة)، منذُ أن مضىتُ خوفي الضئيل، وارتقيتُ أغصان شجرة السنديان الكبرى غرْبَ المدينة، وطوال رمْي شباكي المهترِئة على عُصفورٍ شاردِ الحواسِّ أنهكتْه ساعاتُ التقاطِ الرزق، كانت نَفْسِي تَدْفَعُني قُدُمًا، تَدْفَعُني لا لأُجذبِّب حظِّي في الوصولِ إلى ما ثبتَّ فيها، إلا أن تَدْفَعُني لِجَنْي ثمارِ قناعاتِها المؤكَّدَة بالوصولِ قَطْعًا إلى ما أرادتْ.

لم تكن واحدة من محطاتِ دنياي استثناءً من هذا، حتى خلال استقراري في مدرسة العطَّارين بـ(فاس)، وجلوسي لطلب العِلم على أن صرتُ ذلك التلميذَ الأكثر بروزاًَ والألمعَ والأكثرَ نجابةً، التلميذ (ابن والدي أهلي) الذي ذَاعَ صِيتُهُ في فاس وما حوْلها، التلميذ الذي اختاره الشيخ (الزعري) لِيُسَلِّمَه عَصَاه وبُرْنُسَه ونَعْلَه.

غريبٌ كيف تهيأتْ لي كلُّ هذه الأقدار خِلالَ ما تبقَّى من القرنِ الـ6َ عشر، وغريبٌ أكثر كيف عَثَرتْ عليَّ (مؤثرة المصير) عقب ذاك لتمهِّد لي الطريقَ صوب أحلامي الكبرى.

الأوضاعُ الربَّانيَّةُ تلوحُ في أُفُق الأيامِ من أمَامي، الكراماتُ لا تنفكُّ تَجْرِي على لساني، وأناملي، ومَوْطِئ قَدَمِي، ولا تَلْبَثُ الأقدارُ حتى تستجيبَ لما يخالجُ نَفْسِي.

تحميل رواية نيران توبقال – فيصل الأنصاري