تحميل رواية كل عام وأنت حبي الضائع pdf – غيداء طالب

2023-02-18

تحميل رواية كل عام وأنت حبي الضائع pdf – غيداء طالب اتصل بي في واحد من صباحات مارس، ليقول لي إنّه في بيروت لأيامٍ ضئيلة، وإنّه يريد في رؤيتي وإن لدقائق فحسب، قبل رجوعه إلى الكويت.
حاولت جهدي أن أتصدّى لرعونة طلبه، وأن أقصى عنّي وساوس شياطينه، إلا أن وجدتني أكثر رعونةً منه، واستسلمت لذا الصوت الداخليّ الذي كان يهمس لي بأن أذهب، وأن أستمتع برفقته.
ذهبت إليه وأنا أحاول أن أحوط نفسي بالكثير من سترات النجاة، في هذه السفرية التي كانت الأخطر في دنياي تماما. كنّا قد اتفقنا على مواجهةٍ خاطف في موضعٍ عامّ.
على طول الطريق، عاودتني صورتي وقتما ذهبت لألتقيه أوّل مرّة في “باي روك”، كم كنت بريئةً وقتها، وكم اختلفت عليّ ندى منذ هذا اليوم!
كان ينتظرني بلهفةٍ أغرقت وجهه بشدٍ من الفرح والابتهاج. ما إن بلغتُ إليه حتى إنهاء من مقره ليصافحني بدفء، فاستشعرت سخونة مهجته في يدي، وتعالت في داخلي أصوات الذكريات.
اكتشفتُ يومها أنّه لم يكن في الوجود ما هو أجمل من عيني ماجد. واستغربت أن أكون نسيتهما ذات يومٍ من الأيّام. كانت خطوط الشيب قد بدأت تزحف على شعره الأسود الزاخر، في حين راحت ذقنه الخفيفة ترسم الكمية الوفيرة من الوقار على شكل وجهه التي نضجت عديدًا، وارتفعت وسامةً وسحرًا.