تحميل رواية الطليانية pdf – جوزبه كاتوتسيلا

2023-01-27

كنتُ أنظر إلى أُمِّي، منحنية على النول، تتظاهر بأنّها لا تسمع، إلا أنّها كانت تصغي إلى كلِّ شيء، فأُجيب في التتمة «نعم» بصوتٍ خفيض متَّخاصيةً ببعض الحياء، لأنّ هذا السؤال كان آتياً من عالمٍ آخَر. تحويل مصيري، وربَّما مصير إيطاليا … لا يحقُّ للمزارعين أن يطرحوا إستفساراتٍ كتلك.

وبصرف النظر عن ذلك، كان السؤال يُوقِظ فيَّ شيئاً غامضاً وجبَّاراً، مثل جمرةٍ دفينةٍ توشك على الاضطرام، فأجدني آكل بنهم هذه الكُتُب مثلما لو أنّها كُتِبَت من أجلي بالضبطً: «المراسلات الأخيرة لياكوبو أورتس» «مدافن» لأوغو فوسكولو؛ «الخيالات» لجوفانّي بيركيت؛ «أدلكيس» «آذار 1821» لألساندور مانزوني. ثمَّ أحفظ عن وضح قلبٍ بعضاً من الفقرات والأبيات التي تُإستمرِّلها المعلِّمة دوناتي بالقلم الرصاص الذي كانت تمسكه بين أصابعها على الدوام:

«قَسَماً لن يتلاطم ذاك الموجُ
بأي حال من الأحوالً بين ضفَّتَيْن لدودَتَيْن،
قَسَماً لن تنهض حواجزٌ
بين إيطاليا وإيطاليا، بأي حال من الأحوالً!»