تحميل رواية الشهر الثالث عشر – أحمد سعداوي

2023-02-25

تحميل رواية الشهر الثالث عشر – أحمد سعداوي إنها خلطة أحمد سعداوي المتنوعة؛ من التهيؤات الرمزي، التهكم السمراء، الدراما النفسية، والمواجهة الدونكيشوتية مع طواحين الرياح العراقية” تجري فاعليات القصة في جهة غير واقعية اتجاه جنوب بغداد إسمها “تل الإمجعبزة” إذ يرجع “عايد الشيخ ضهد” من بغداد هارباً من المجرزة التي وقفت على قدميها بها السلطة إزاء المحتجين علنيا الشبان، كلن عايد يجابه موقعة قريبة العهد في نطاق مدينته الريفية غير المتواجدة على الخريطة. ـ والله يا صاحبي.. يقولون أن الجسامين من ليلة البارحة يسحلونها للطب العدلي ببغداد بلا أن يدري واحد منٌ من الجاني. الأحمق بس اللي يعاود هنالك. وبعدين أنت أهلك هنا وليس ببغداد، على شنو راجع؟ أفاد عوّاد ذاك، وقد كان جواباً متوقّعاً. فلا واحد من هنا يتشجّع للمجازفة بما عنده بهدف تحويلٍ يتولى قيادة إلى أشياء غير مشددة على. إن هبّت رياح شديدة فالجميعّ يشتمها؛ لأنها ترغب أن تغيّر الواقع، حتى لو أنه ذاك الواقع جسامين كلاب عفنة مرمية على جوانب الطرقات النيسمية الضيقة، أو زبالة وبراز حيوانات يحملها ماء السواقي بجانب المنازل، أو حتى عدم حضور الكهرباء عن العديد من القرى ما إلا منازل الشيوخ وكبار الأناس.

رواية الشهر الثالث عشر – أحمد سعداوي

الهواء الصلبة تقطع وصلة الكهرباء عن المقهى الأوحد في جهة “تلّ الإمجعبزة” فتنتهي لعبة الدومينو المسائية، إنه كلفٌ يدعو لكيل السباب على الريح، في حين عوائل لاعبي الدومينو تتعشّى على ضوء الفوانيس منذ عقود. إذا كان هنالك شيء يؤخر عوّاد عن مركز جلسات الشرب والغناء ذات واحد من بساتين أسرته، وتمضية ساعات من الإبتهاج والضحك، فهذا شيء شرير. أما الدولة وبقية الناس فـ”لهم ربّ يصونهم من الذي وضعني مسؤولاً عن باقي الناس هكذا من الممكن أن يقول عوّاد وبقية الشبيبة الجالسين من حوله هنا، وهم يمرحون ويضحكون.