كتاب واحد صفر للقتيل – كمال الرياحي

2022-04-28

“فرد صفر للقتيل” عنوان مراوغ، ومثير لكتاب يضُم يوميات روائي تونسي كلف عاماً عصيباً في دولة جمهورية الجزائر، ليخرج من هذه المسعى بيوميات فاخرة كتبت بلغة عارية كاشفة.

شيء قاس ورقيق، نبيه ولماح ذلك الذي تحملنا إليه تلك اليوميات، حتى إنها لتجعلنا نتساءل مع صديقه الكاتب الجزائري لونيس بن عليّ الذي رِجل لتلك اليوميات: هل ثمة روائي عربي عنده جرأة كمال لكتابة متكرر كل يومّاته بتلك الشفافية المُزعِجة كلّها؟…

إنّ كتابة متكرر كل يومّات بتلك الجرأة كلّها، وفي سياق مجتمعات مُراقبة أخلاقيّاً، هيَ بكيفية ما السير في وجهة سقالة الإعدام، إلا أن الكتابة هي يقظة الذات، أولاً، ويوميّات رياحي هي قدوة فاخر لصدم الصورة الروتينية التي يقوم بتقديمها المثقف عن ذاته، السيرة الجريدة للمثقّف، إنه يكتب الأنحاء التي ما برح الكاتب العربي يرهبها؛ الكتابة عن المبتذل، عن الروابط العابرة، عن الجنس، عن عزلة الكائن، عن المنفى، عن الفزع، عن الجسامين التي تقيم المخيّلة والأمكنة، عن الآخر عن أوهام الوطن، عن الواقع المتآكل، وعن هشاشة الكائن.

يتخيل كمال رياحي أن الكذب أساس جميع الأشياء في ذلك العالم، الكذب هو إحدى الصيغ الأكثر فنية وجودة لإنشاء الحياة على باتجاه إستعاري “كلّنا نكذب ونحن تتحدّث عن أنفسنا”.

للإعتبارات التي سلفت، وغيرها الأمر الذي يضيق الحيز عن سوقه هنا، حاز ذلك الكتاب على جائزة ابن بطوطة لأدب اليوميات.