أحدث تحميلات الموقع كتب السير والتراجم والمذكرات

كتاب هكذا تكلمت سيمون دو بوفوار – ماريا فاوسيه

2022-06-11

كانت سيمون دوبوفوار سباقة على عديد من الأصعدة. فكما سارتر وكامو، إستمرت هي ايضاً التفكير بفلسفة يكون لـ «الإنسان المكره على الحرية» منزلة مركزية فيها. ففي فلسفتهم لم يُلغَ الله ويوم القيامة لاغير، إلا أن أيضاً سلطة الزعيم الديني: كل إنسان مسؤول بشخصه عن أفعاله، وعن خياراته التي يتخذها بشأن البغي في الكوكب. ومن لا يحتجّ على الموقعة والظلم والعلاقات غير المتساوية، فهو يقبل إذن بالوضع المتواجد.وقد عزوا بكثرةً من أنواع البغي للرأسمالية.

غير ممكن لمجتمع طبقي مرتكز على تعظيم الدخل بل يترافق باستغلال العمال في البلاد والمدن المستولى أعلاها من قبل الغرب. كان كامو الأوحد منهم الذي انتسب فتر

ة من الدهر إلى الحزب الشيوعي، وأيضاً كان أول من اتخذ موقفاً علنياً من «الاشتراكية في الواقع». أما دوبوفوار، خسر عُرِف عنها أنها بقيت طويلاً مثل سارتر من المؤيدين. ولا يخفى أنها ضاقت ذرعاً بالبيروقراطية والقمع في التحالف السوفيتي، ولكنها أملت أن يعمل خلفاء جوزيف ستالين على تحويل الشأن في أعقاب مصرعه في سنة 1953. ارتبطت وجودها في الدنيا وعملها وفكرها بالحرب الباردة التي لن تشهد نهايتها.

وقد كانت من المثقفات اللواتي اعتقدن أن الإمبريالية الأميركية سوف تفضي إلى زيادة من اللامساواة والحرب. سافرت إلى الصين وروسيا، وقابلت الرئيس السوفيتي غورباتشوف، وسمحت – غير ممتنة – أن يأخذها الحزب في جولة لترى العمال والعاملات السعداء في المصانع الضخمة والمزارع الجماعية.