كتاب نقد النص – علي حرب

2022-02-05

إن ذاك الكتاب لا يعتبر مؤلفاً بالمعنى الكلاسيكي للكلمة ، لأنه يداوي موضوعة من النصوص المألوفة ، ولا هو يتآلف من فصول مترابطة ينبني بعضها على قليل من أو يفضي واحدها إلى الآخر ، وإنما هي نصوص متنوعة كإختلاف الإسلامي محمد عمارة عن الماركسي صادق جلال العظم ، أو متباعدة كتباعد الموضوع القرآني عن فلسفة جيل دولوز ، أو متفاوته كتفاوت عمل بضخامة الموضوع الكانطي ومقاله لباحث لبناني أو عربي لا تكاد تعد عملاً أكاديمياً . فما عزر علي موقعة إذن من جمعها بين دفتي كتاب ؟

إن تلك النصوص ترتبط كلها بنقد المواضيع : منهج تناولها وأسلوب وكيفية قراءتها أو كيفية التداول برفقتها ، فإن علي موقعة لم يعتبر يشاهد المقال أنه محض وسيلة للمعرفة ، إلا أن أن المقال ، من إتجاه نظره ، صار هو ذاته ميداناً معرفياً مستقلاً ، أي مجالاً لإنتاج دراية تجعلنا نعيد البصر بينما كنا نعرفه عن المقال والمعرفة في آن

فالموضوع ، أي العلاقة ، إذن في ذاك الكتاب ، مثلما يقول المؤلف ،هو ذلك الميدان الجديد المسمى نظرية الموضوع أو دراية المقال ، وهو يترك تأثيرا تسميته “إنتقاد الموضوع” . ونقد الموضوع إن هو سوى إنتقاد الإنتقاد الذي مارسه علي معركة في كتابه ذلك ، لأن مقالاته هي متمثل في إنتقاد لنصوص وأعمال تشكل هي ذاتها أعمالاً مالية يرتكز المراعاة فيها على إنتقاد الذهن ، العربي أو من الغرب أو الذهن عموماً.