كتاب مقدمات تأسيسية في الأدب والنظرية النقدية – صلاح السروي

2022-09-09

يسعى ذاك الكتاب معالجة مفاهيم “الأدب” و”الإنتقاد الأدبي” على النحو الذي يعاون القارئ والمفتش في استيعاب وتذوق المواضيع الأدبية، ومعرفة تاريخها، وجمالياتها، والمصطلحات الحاكمة لحركة ومعنى تلك الجماليات. مثلما أنه يشتغل على تسليح الناقد المتصدي لدراسة المقالات الأدبية، وتقديمها للقارئ بأدوات معرفية ومصطلحية علمية، تجعل من مقاربته للنصوص عملًا تنظيميًا وموضوعيًا، وليس عملًا انطباعيًا وعفويًا، يستند على المزاج الشخصي والتفضيلات الذاتية. مثلما أنه يحاول أن تزايد الثقافة المالية والوعي الأدبي على النحو الذي يحرر أحكام الناقد والقارئ معًا، من الطروحات الاعتباطية والانحيازات المسبقة ووجهات النظر الجاهزة.
ويرتكز الكتاب على منظور التفريق بين “الإنتقاد الأدبي” و”التعليم بالمدرسة الأدبية”. فالنقد الأدبي هو النظريات والمناهج المالية على التحديد، أما التعليم بالمدرسة الأدبية فهي تأدية تلك النظريات أو المناهج على المقال الأدبي. ومن هنا يُعد المفتش في ميدان النظريات والمناهج “منظرًا” أو “مفكرًا” أو “محقِّقًا” إفتراضيًا في ميدان الإنتقاد، فيما يُعد المتعلم للنص الأدبي، لِكَي تفسيره وفهمه والحكم فوقه وتقديمه للقارئ المتواضع، “ناقدًا أدبيًا” أو “مستقصيًا” في حقل البحوث الأدبية، أو “مؤرخًا” لحركة الأدب عبر المراحل والعصور المتنوعة. وعلى ذاك، فإننا نقدم ذاك الكتاب لكلا الصنفين، دارس النظرية المادية ودارس الموضوع الأدبي، بنفس الدرجة. إذ لا غنى لجميع منهما عن علم المناهج والنظريات المادية التي تجعل من معرفتهما الأدبية وممارستهما المالية لائحة على دشن علمية ومنهجية جلية.