كتاب مع الأماركة – علي العقيلي

2022-04-23

كتاب جميل في سرده الساخر، ولغته المختصة التي تعسف البلاغة لمصلحة السفرية والمشهد والحدث والحكاية والصورة.. وأخيرًا النظرة الشخصية مثلما عاشها.

مضى علي العقيلي الولايات المتحدة الامريكية في أعقاب عشر سنوات من مجيئه للدراسة فيها، وقد اغتنمها للتجول والتعرف. فخالط صنوفًا شتى من “الأماركة” جمعته بهم الصداقة والخصومة، وأحاديث الشارع والمقهى، وساعات الانتظار في محطات السفر.

ومن تلك المخالطات جميعها جمع ملاحظاته بصيرة وسمعًا وقراءة حتى اختتمت مفرقة بين دفتي ذاك الكتاب، لتشكل تأملات عميقة بالمجتمع الأمريكي، وتشتمل على الزمان الماضي والجغرافيا، الناس والكلاب، وكيف يعي الأماركة التشريع والنظام وقيم الحب والصداقة والتكافل، بدون أن يقصد هذا “أن تلك هي صورة أمريكا القطعية. ففي أمريكا 1000 أمريكا، ولها 1000 وجه، وللأماركة تنوّعهم المتنافر في بَعض الأحيان في الطقوس والتصرفات وأصناف العيش.”

في ذاك الكتاب سنرى أمريكا على العقيلي السعودي. سنراها بعين شاعر عربي لا ينطلق من نظرة متحيزة، بصرف النظر عن تأكيده أنه مفتون بوطنه، وليس بمنجاة من التحيز وقتما يكون على ارتباط الموضوع ببني جلدته. “فإذا صح أن الإنسان لا ينجو من التحيز حين يصف العالم، فما نجوت من افتناني بوطني وبعروبتي وبتاريخي، فمما أحمله في نفسي أنطلق في نظرتي إلى الآخر المختلف، كثقافة الأماركة وتاريخهم وسلوكهم، لأن إلى تلك النفس مرد مقارناتي وقياسي.”

كتاب جميل في سرده الساخر، ولغته المخصصة التي تعسف البلاغة لأجل صالح السفرية والمشهد والحدث والحكاية والصورة.. وأخيرًا النظرة الشخصية مثلما عاشها.