كتاب محاضرات في الأيديولوجيا واليوتوبيا – بول ريكور

2021-06-01

كتاب محاضرات في الأيديولوجيا واليوتوبيا – بول ريكور

لا يكاد مردود أي مفكر في الكوكب اليوم يتعدى عمل بول ريكور في السعة. وعلى الرغم أنه عُرف في الأساسً بفضل كتاباته عن الشكلية الدينية (شكلية الشر) وعن الفحص السيكولوجي (فرويد والفلسفة) فإنه عمله في ذلك الكتاب يشتمل على في الحقيقة ساحات واسعة ومتغايرة من الكلام: نظريات الزمان الماضي، المدخل التحليلي في فلسفة اللغة، المبادىء، نظريات

كتاب محاضرات في الأيديولوجيا واليوتوبيا – بول ريكور

التصرف، البنيوية، النظرية المالية، اللاهوت، والسيمائية، علم السيكولوجي، الأبحاث التوراتية، نظرية الأدب الظاهراتية. وعند قراءة محاضرات الأيديولوجيا واليوتوبيا يكون من البسيط الاستغراق في الشأن الذي تصدى له بول ريكور ما إذا كان الكتابة الفرنسية للتاريخ أو معرفة مغزى الإجراء أو الأنموذج (الطوبولوجي) الذي يقدمه فرويد.

كتاب محاضرات في الأيديولوجيا واليوتوبيا – بول ريكور

من البسيط أن غاب عن المرء حقيقة أن تلك الأمور تجسد على الأرجح جزءاً من أعمال تجارية أوسع. يمكن في بعض الأحيانً أن يوميء ريكور في عاقبة مقالة من مقالاته تلك بأنه هذه اللحظة ليس إلا وصل أُفق بحثه-وسوف يتوقف يملك-مثلما أنه يتحاور في نقط أخرى عن الملتف-وهو إصطلاح أثير عنده-الذي يعتبر الترتيب الموضوع بأكمله، ويسمح له في العبارة الأخيرة من الوصول إلى مقصده المأمولة عبر سبيل ملتوي، وكتاب ريكور عن فرويد مثال بارز على هذا، فليس الكتاب عن فرويد بمقدار ما هو مشغول بتناول طبيعة التأويل.

كتاب محاضرات في الأيديولوجيا واليوتوبيا – بول ريكور

تلك المشاريع الشاملة المهيمنة لا تكون باستمرارً ماثلة أو ميسرة التحديد، لكنها على الرغم من سعة مردود ريكور متتالية ومن الممكن القول بأنها ليست في خاتمة المطاف دينية أو تحليلية نفسية أو لغوية، إلا أن ذات طبيعة فلسفية تصح تلك النقطة على محاضرات ريكور عن الأيديولوجيا واليوتوبيا، التي هي طيّ ذلك الكتاب، مثلما حذر على عمل فرويد والفلسفة.

كتاب محاضرات في الأيديولوجيا واليوتوبيا – بول ريكور

فالقراء الذين يفتشون عن تحليلات مفصلة الأيديولوجيات أو يوتوبيات معينة سيصابون بخيبة الأمل، لأن ريكور في الجزء الأضخم من الكتاب لا يناقش الأيديولوجيا واليوتوبيا كظاهرتين غير أن كمفهومين. وريكور يتخذ قرار مراراً، مثال على ذلك، بأنه غير معني بما لو كان ماركس دقيقاً من الناحية التاريخية فيما يتعلق دور التصنيع في بواكير الرأسمالية، إن تركيزه ينصب على البنية المعرفية لعمل ماركس. مثلما أن فيير لا يداوي في الأساسً سعياً خلف المحتوى الاجتماعي لتحليلاته بمقدار ما يداوي بهدف تحديد إطاره المفهومي ومع ذاك ينبغي أن لا يوحي نعت وتصوير المحاضرات بالفلسفة إنها عسيرة أو صعبة على الإدراك. إنها إنتهتّ بصلة جلية لما يعنيه فيما يتعلق لنا أن نصبح بشراً يعيشون في عالم اجتماعي وسياسي.