كتاب مثولوجيا شام – خزعل الماجدي

2022-12-27

مِثولوجيا شام إستكشاف علمي مفصّلة وعميقة في الأساطير الكنعانية والأوغاريتية والفينيقية والبونية، والتي يشاهد المؤلف أنها تشكّل أساطير شام. وهو يحط، للمرة الأولى، شجرة آلهة وارفة ومتسلسلة عبر سبعة أجيال وطبقات ويحصي رموزها ويشرحها ويحللها بشكل مفصل مع أساطيرها، لكن ويحدد أركيتايبات الأعماق الشامية، التي ترسخت، عن طريق الآلهة وأساطيرها وبواسطة رموزها، في اللاشعور الجمعي لأهل الشام عبر العصور وحتى يومنا القائم. الكتاب يأكل الأساطير الكنعانية والأوغاريتية، أولاً، باعتباها الجذور الأولى لأساطير شام في العصر البرونزي.

ثم يأكل الأساطير الفينيقية بتجاذبٍ وتنافرٍ مع جذورها الكنعانية لأجل أن يستنطق فرادتها إذ الفضل النادرة للبنان وصور وصيدا وبقية مدنه، وطغيان إسم الفينيقيين منذ أول العصر الحديدي وحتى عاقبة العصر الهيلنستي ودورها في نشوء المثولوجيا الإغريقية والرومانية. ثم يأكل الأساطير والآلهة البونية بكونها تنوعياً جديداً في مناخ حديثة في شمال أفريقية ومتوسطية خاصة، ثم يسكن الرابطة بين كل الجذور الكنعانية والوسائط الفينيقية والبونية والنهايات المسيحية لها. ويقضي في الكشف عن المثولوجيات الحضارية والباطنية والمنهجية وهي تنويعات عصرية على التناول الكلاسيكي للمثولوجيا والتي ضمت المثولوجيات التضاريس الأرضية والتأريخية والثقافية والإقتصادية والعلمية واللغوية وغيرها، ثم مثولوجيا الأسرار المسارية والهرمسية والغنوصية

وأساطير العود الأبدي ورموزه وأساطير المقر والزمان لدى الشاميين، وأساطير الانتظار والخلاص والمنام والأسرار.
يكاد ذاك الكتاب يشكّل أضخم موسوعة للأساطير الكنعانية ، بجميع أطيافها وتحليلها العلمي الدقيق، فهو يتقصّى أقصى أغوارها وحكاياتها ليضعها في تم عقده فرد ثمين على عنق الشرق الأسفل البالي. ثمة من التفصيلات لاحصر لها تضعنا في قلب العالم البالي كلّه عن طريق المثولوجيا الشامية المتغايرة في تدرجاتها التأريخية وكيميائها العجيبة المتغايرة المتفاعلة مع نفسها القلقة ومع مايحيط بها من مثولوجيات شعوب راسخة يزخر بها العالم المتوسطيّ الذي يشكل قلب العالم الروحي والأسطوريّ.