كتاب فن الوجود – إريك فروم

2021-06-19

كتاب فن الوجود – إريك فروم

من الحق أن كل الكائنات الحية، سواء كانت حيوانات أو بشراً، تريد بالحياة، ولا تموت تلك الرغبة سوى في إطار أوضاع استثنائية غير طبيعية، مثل رزوح المرء أسفل وجع لا يستطيع احتماله، أو وقتما تجتاح الإنسان أحاسيس جارفة مثل الحب والكره والزهو والوفاء، حيث يمكن لتلك الأحاسيس أن تكون أمتن من رغبة الانسان بالحياة ذاتها. ويوضح أن الطبيعة، أو تستطيعون القول إنها عملية الاصطفاء، قد وهبت كل مخلوق حي الرغبة بالحياة، ومهما تكن العوامل التي يتصور أنها خلف رغبته في الحياة، فهذه محض مساعي لعقلنة هذا السبب البيولوجي والغريزي الذي منحته إياه الطبيعة.

كتاب فن الوجود – إريك فروم

الحقيقتان اللتان لا تحتاجان الى شرح هما: “نحن نود بالحياة” و”نحن نحب أن نحيا الحياة”، إلا أن الأسئلة التي تتطلب الى إجابة هي: “كيف نود أن نعيش؟” “ما الذي نبتغيه من الحياة؟” ما الذي يجعل الحياة ذات معنى فيما يتعلق لنا؟”. يجيب الناس بإجابات متباينة على تلك الأسئلة، والتي تتشابه بأسلوب أو بآخر، فثمة من سيقول أنه يود بالحب، وغيره بصرح بأنه يريد بالسلطة،

كتاب فن الوجود – إريك فروم

وهنالك من يتكلم عن رغبته بالشعور بالأمان، وغير ذلك وذاك من يقول انه يود بالمتع النقدية والراحة، وسواه من يريد بالشهرة بيد أن الكثيرين سيتفقون إلى أن ما يريدون به هو “السعادة”، ولذا ايضاً ما أفاد به أكثرية الفلاسفة وعلماء الدين قائلين انه المقصد الذي ينشد اليه الانسان. بل اذا كانت السعادة تحتوي المعاني المتغايرة الفائتة، والتي تجسد صرفة بشكل ملحوظ، فإنها تصبح مجردة، ومن ثم تفقد تكلفتها، إلا أن الهام فعلاً هو دراسة معنى مصطلح “السعادة” مثلما يراها الفرد السهل أو الفيلسوف.