كتاب غرفة مغلقة – خديجة نرجس زيدان

2022-05-06

عَنِّي.. أولي نُونٌ ناعمة وآخري سينٌ سمراء،/ وما بينهما رمادٌ وجمال لستُ الأولى.. ولا الأخيرة أنا باستمرارً في الوسط،/ شَيٌ لا يصنع فارقاً../ شخصيةٌ كرتونيةٌ../ سقطت في ذاك العالم سهواً/ أُشبهُ الدُّمَى الضئيلة/ يُمكنك طول الوقتً إطفائي.. بـ ضغطة على القلب!”.

لعل ذاك المقطع من مجموعة مواضيع (حجرة مقفولة) للشاعرة خ. نرجس زيدان يجسد صورة المسعى الداخلية وأحاسيس الذات؛ للأنثى/ الشاعرة في أوج خيباتها وفراغها من الآخر/ الرجل وقد تم تقديمه على مظهر مرأى سيمي وعبر خلق فضاء تصويري خاص من كلمات واقع كل امرأة وعالمها المخصص، وقد برعت الشاعرة في إسترداد مقره على نحو يحقق الالتحام شعورياً بينها وبين القارئ.

في عتبة بيع المنتجات بالخارج والتي وسمتها الشاعرة بـ (إنذار) كنوع من التمثيل الاستعاري غير المباشر للنص والمبني على التداعيات الشعورية، والتحديد، وهو الأكثر أهمية، لموضع الأنا في نطاق المقال، وما يعتريها من أسىً ويصبغ مشاهدتها للحياة والأشياء من حولها، ما يشير إلى أنه هنا بؤرة عالمها، الذي تنشد إدخال المتلقي إليه ليشاركها عيشه “الحالة الحرجة هنا.. مُفتعلةٌ!/ نمط من الأمانة في نقل أغراض غُرفتي/ والزج بها في تلك الأوراق../ نمطٌ من البوح الصادق،/ من الشتاتِ الفاضح،/ والتعارض الصارخ../ لا تشبهني الأمورُ، ولكنني أُشبِهها!/ خدرْ إدراكك، أقفل أبواب عقلك وافتح نوافذَ القلبِ على/ مصراعيها../ فقراءتي لا تحتاج فكراً، إلا أن حسّاً!/ فكنْ على كميةٍ من النقاء لتبصرَ كلّ ألوان اللوحة التي أحاولُ رسمها”.قسمت مواضيع المجموعة إلى مقطوعات نثرية أتت في إطار العناوين الأساسية التالية: 1- “ذات” ويؤلف بين (42) مقطعاً، 2- “شبهاتٌ” ويؤلف بين (6) مقاطع، 3- “صفعاتٌ” ويؤلف بين (17) مقطعاً، 4- “قُصاصاتٌ” ويدمج بين (12) مقطعاً، وفي النهايةً مقال طويل تحت عنوان “أكتب لأنّ رئتين غير كافيتين للتنفسُّ