كتاب عن الموسيقى – بيتر هاندكه

2022-11-18

كان مشغل الأغاني فيما يتعلق له هو نموزج السكون، أو السبيل للراحة والقعود في طمأنينة دون حراك، وحتي دون نفس. لا يُخرجه من هذه الشأن سوي خطواته المحسوبة التي تحتفي بتوجهه للتوجه للضغط علي زر التشغيل. لم يكن بأي حال من الأحوالً ليخرج عن ذاك الوقار فتتملكه الحماسة أو تراوده أحلام وخيالات اليقظة وهو ينصت اليه ، وخصوصا حالَما يشغل الموسيقي التي يهواها، هذه التقليدية الصِرفة التي تأخذه برفقتها إلي مراحل زمنية سابقة. وحالَما تنساب الموسيقي من بين الجهاز كان يحس بنشوة لم يحس بها سوى في وقت لاحقً في لحظات الحب . ذاك الإحساس الذي لم يتمكن من توصيفه سوي في أعقاب مرور 1/4 قرن علي هذه اللحظة : لقد انغمستُ وذُبت في الموسيقي. و حتي ذاك التوصيف لم يكن مطابقاً تماماً لمكنونات أحاسيسه.

شعر الكاتب أنه يُريد أن يكتب عن مُحرفة الموسيقى و طليعة ظهوره، فقرر مرافقه القارئ خلال سفرية بحثه إلى محطات مختلفة تعرف عن طريقها عن موسيقى البوب ، فى منتصف القرن الماضى كان يبقى مشغل الموسيقى بكافة أنواعه فى محطات المحروقات، السكنات العسكرية، الحانات يبقى بهم فئة المشغل الردئ، اما الحانات الأكثر تقدماً يبقى بها مشغل ڤيديو، يُطراز جهاز الأغانى عالم هام لشخص و غير هام لشخص أجدد، كيف أثرت الموسيقى على جيل بأكمله، يحتسب مشغل الموسيقى فيما يتعلق للكاتب نموزج للهدوء و طريق للراحة و القٌعود و الأمان دون حراك أو حتى نفس يخرجه، يوصف شعوره طوال السماع و الأحلام التى تراوده و خيالات اليقظة التى يقيم فيها خاصة حالَما يقوم بتشغيل الموسيقى التى يهواها، ذاك الإحساس الذى إستمر متذكره حتى في أعقاب مرور 1/4 قرن على هذه اللحظة.