الموضوع الشعري” طيش الياقوت” لسليم بركات( دار النهار للنشر- بيروت 1996) وهو واحد منمواضيع شعرية الحداثة الثالثة، مقالمخفيمبهم، مألوف وغرائبي، واقعي وغير واقعي، حلمي وهمي، وقد لا يكون أيا من تلك المسميات لأنه لم يعتمد قالبا فنيا معينا، إذ تعودنا نقديا أن نسمي الغاية بما يسميه لنا القالب الفني للمخيلة. فالنص يعتمد الإهتمام على
الحركة، لهذا ينفي الراحة المتأمل، وكأن الشاعر في تعامله مع حدثه” وجهة نظرالهلاك” اندمج في رقصة كونية برفقته، فهو لم
كتاب طيش الياقوت – سليم بركات
يراقبه من مسافة بعيدة، أو يقرأ عنه في كتاب، أو يقنعه كشخص أو نكبة، أو يستعيره لأيديولوجيا ما، أو يستقرئ منه مادة تفيد الإنتقاد أو الاستحداث الثقافي، أو مفردة تلقينية يمكن تداولها واعتمادها، وإنما كان الحدث هو الشاعر، والشاعر هو الحدث فكان الدخول أليه كالخروج منه، والسؤال عنه، كالسؤال فيه، والنفي له، كالوجود فيهن فهو- أي الهلاك– تكوين غير معين، وصياغة لسانية لا تحتويها اللغة، ووجود يتمظهر منظور تارة، وأشياء تارة أخرى. لهذا كان الرفض له كالقبول به، فما يوحيه الهلاك كامن فيه، وما يفعله نفعله نحن بأنفسنا، لهذا تصبح محاورته إعلانا وتنبيها بفتح طلاسمه، ومخافته دخولا إلى إطمئنان، وبما أنه ليس موتا مسمى، ولا سببا معينا، قيل فيه ما يشبه القول المخبأ، والمبهموالغامض، والواضح والمجهول، فهو كل الموجودات ونفيها سويا.