كتاب طقوس فنية كيف يعمل المبدعون – ماسون كاري

2023-01-12

كتاب طقوس فنية كيف يعمل المبدعون – ماسون كاري عنوان الكتاب هو عادات يومية، ولكنني ركزت على أرض الواقع، طوال كتابته، على الرّوتين الآدمي. تلك البند تتضمّن شيئاً طبيعياً ومتداولاً، بما في ذاك قدوم فكريّ: فاتّباع روتين يقصد من بين ما يشير إلى تحريك المرشد الآليّ. إلا أن روتيننا اليوميّ هو في حاجزّ نفسه اختيار، كذلكً، أو سلسلة من البدائل.
من الممكن أن تصبح، في الأيادي الموقف، آلية مقياس مرهفة بهدف استثمار عدد من الموارد المقيدة: الزّمن (أكثر الموارد محدودية)، وايضاً قوّة الإرادة، الانضباط الذاتيّ، التفاؤل. إن روتيناً متيناً يولّد جو مبتذلة فيما يتعلق لطاقاتنا العقلية، ويساعدنا على تجنّب استبداد تقلّصار المزاج. كان ذاك واحد من الأمور المفضّلة لدى وليام جيمس. فهو يتصور أن المرء يود في أن يكون جزءاً من الحياة على نحو أتوماتيكّ؛ وبابتكار أعراف طيبة، يقول: يمكن لنا «أن نحرّر عقولنا لأجل أن نمرّ إلى حقول التصرف ذات الأهميّة الحقيقية». ومن المفارقات الساخرة أن يكون جيمس ذاته من أولئك الشخصيات المشتّتين الذين يؤجّلون الممارسات إلى وقت متأخّر، عاجزاً عن حماية وحفظ جدول مواعيد زمنيّ منتظم. أيّ طموح لكاتب أو فنان لم يراوده ذلك الشعور بين الحين والآخر؟ إن تأمّل منجزات السابق اللّامعة هو ملهم وغير مشجّع في نفس هذه اللحظة. إلا أن بريتش مخطئ، بطبيعة الوضع. في بدل كلّ جيبون متحمّس ومكافح يعمل من دون كلل، متحرّراً من شكوك التقييم الذاتي وأزماته التي توافق علىّبنا من الإنس الفانين، هنالك وليام جيمس أجدد أو فرانز كافكا؛ عبقريتان عظيمتان تبدّدان الدهر، وتنتظران في فراغ قدوم الإلهام، تجرّبان حصارات معذّبة وجفافاً إبداعيّاً، وتعانيان من شكوك وانعدام السلام.
على أرض الواقع، أكثرية الأسماء التي تبدو في ذاك الكتاب تتقابل لدى نقطة مشتركة ما: مستسلمين للعمل اليومي، غير أن غير واثقين بأي حال من الأحوالً من مردوديته. باستمرارً متوجّسين من اليوم السيّئ الذي تتراجع فيه إنجازاتهم. كلّهم يجدون الزمن اللّازم لإتمام إبداعاتهم. بل هنالك تغيرات لانهائية بشأن الكيفية التي يهيكلون بها حياتهم لحسن استغلاله.