كتاب طفل لاعب باللاهوت – أحمد عبد الحسين

2022-05-06

الكتاب يخلط بين السيرة الشعريَّة للشاعر في تماهيها مع أسئلة الوجود، وتجارب الحياة، والمواقف اللاذعة التي تعيدنا باستمرارً إلى حيرة السؤال. وكما أتى في حديث الناشر على متن الغلاف، فوقتما يكتب شاعرٌ ما سيرته فإنه يجد ذاته متلبّساً بتدوين وقائع لم يطّلع أعلاها إلّا هو، هي وقائع وجدانه التي تُشكّل سيرة أعماقه. ويظهر أن مقولة سان جون بيرس «لا تاريخ سوى تاريخ الروح» تصلح أن تكون القنديل الذي تُكتب على ضوئه سيرة الشعراء.ذلك الكتاب نثارُ حياة شاعر. سيرة تناوب على بعثرتها غيبٌ وشهادة، لاهوت وناسوت. وفيه يفصح الشاعر عن جرحه المحجوبّ المزدوج: الله والشعر.

حتى الشاعر أحمد عبد الحسين وفي عتبة أولى من الكتاب، يعترف: “أن تلك الصفحات ليست سيرة حياة، ولا ترغب أن تكون أيضا. هي بحت استذكار لما فعله الشاعر بي. مقاطع مستلّة من ذاكرة شاعر انشغل مطوّلاً بالله وبالشعر انشغالاً مديداً.

واضحّ أن يكون الشّعر مؤثراً بصاحبه، وأن يحط له يداً على كل مكان من أماكن عمره.
ما من تسلسل زمنيّ أو موضعيّ يربط تلك المواضيع والتأملات. جميع الأشياء مبعثر مثلما لو أن الشعر مرّ هنا كعاصفة وقلب الموضوعات وجعلها رميماً منثوراً. هكذا مضت دنياي مع الشعر خبط عشواء فلا تكاد تعثر على نسق يضبطها أو منطق يفهرسها، فجاء ذاك الكتاب على شاكلتها، لأن حياة على ذاك القدر من التفتت والتبعثر تستدعي تواريخ مفتتة كهذه.

في أعقاب 40 سنة لي مع الشعر، وددت أن أتفرّس في تلك الهاوية التي لا أكاد ألمح فيها إلا الله والشعر يتناوبان على جعل الحياة مزقاً”.
ويختم عبد الحسين: “أردتُ أن أبعثر سيرتي لتُلائم دنياي