كتاب شعرية العابث – حسن ناظم

2022-04-23

مزية جمهورية دولة العراق شعريًا أنه قاد أكثر حركات التجديد جذرية في تاريخ الشعر العربي، فظلت تراود مخيلة شعرائه وجهة نظر التجديد على الدوام، ودفعت بهدف ذاك أثمان باهظة، ولا سيما أيام انسداد الأفق بدخان الحروب؛ فكان كل شاعر يقول ما يره بلا أن يشاهد ما يقوله، وانطمست إثر ذاك حيوات وخبرات. وارتفع العسف فاختزل التجديد إلى معاينة المظهر، وانقادت القرائح الشابة، والكبيرة السن في بَعض الأحيان، إلى ذاك الخيال المركوب مطية للحداثة.

في ذلك الكتاب أبحاث ومقالات تجلّي مسائل في سيرة الشعرية العراقية بدايةًا من شاعر العرب الأول محمد مهدي الجواهري إلى قليل من الرواد “محمود البريكان”، وعدد محدود من الشعراء البارزين من العقود الآتية ( سعدي يوسف وسركون بولص وبحسب الشيخ جعفر وآخرين) وصولًا إلى شعراء الألفية. كُتبت تلك الأبحاث والمقالات لتتناول الشعرية المغيّبة مع محمود البريكان، ومنتهى شعرية قصيدة سركون بولص وبحسب الشيخ جعفر، وغيرهم، يتقدم كل هذا إنتقاد للظاهرة الشعرية العراقية المنغمسة بالظروف التاريخية للعراق، ولا سيّما في بعدها السياسي، وما آلت إليه الأحوال الثقافية.