كتاب شاربو النجوم – إرنستو راغاتسوني

2022-04-25

أتى في طليعة تقديمِ الشَّاعر والمُترجم السُّوروي أمارجي لكتاب “شارِبُو النُّجوم” للشَّاعر الإيطاليِّ إرنستو راغاتْSony، التَّساؤل التَّالي: كيفَ للشِّعْرِ أن يُراوغَ مقالَّ ذاتِه؟ أو/ كيفَ للقصيدةِ أن تكون إحبالاً لذاتِها واستنفاداً لذاتِها في الدهرِ نفسِه؟ هنا، على حاجزِّ زعمنا، يقول أمارجي، مكمنُ القوَّة في شِعرِ راغاتسوني: قوَّةٌ- وردةُ انفلاقٍ تتفتَّحُ وتُنذِرُ بتفتيحِ كلِّ ما يمسُّها؛ فبزرةُ الشِّعر التي تتقوَّى أصلاً بالمحلوم، لا تصلُ التفجيرَ إلَّا لدىَ انصهارِ المنامِ بالواقع، أي وقتما تصبح القصيدة نظامَ حياةٍ لا نَمِيزُ لدىَه الذَّاتَ الشِّعريَّة مِن طيفِها.

هكذا الشأنُ، إذن، في مقالِّ راغاتسوني: إستقرارُ حياةٍ برمَّتها في الصَّهارةِ الشِّعريَّة؛ ولعلَّ ذلك ما حدا ببعضِهم إلى القول بأنَّ شِعرَه يُقبَضُ فوق منه، بالعادةً، مِن خارجِ النَّص، أي مِن حياةِ الشَّاعرِ البرَّانيَّة؛ وفي رأينا، لا يخلو ذلك الادِّعاء من انعدامِ مشاهدةٍ نقديَّة: مِن ناحيةِ النَّظر إلى المسألةِ كتوالُجٍ، لا كَتذاوب. ليُزائر أمارجي، أنَّ رحيلَ راغاتسوني عن الامتثاليَّة، وانهمامه بالتَّجاوز، كانَ ثمنهما، تهميشٌ نقديٌّ إعزازَ الشَّاعرَ إلى مدرجِ الشُّعراء الملعونين.