كتاب سيدة إنجليزية في مصر – صوفيا لين

2022-12-24

التوق إلى تقصير مرحلة عدم التواجد عن أخي العزيز كانت التبرير الأكثر أهمية والـ1 لحَثِّي على التفكير في مرافقته إلى الدولة التي أكتب منها حالا، والتي يزورها لثالث مرة. فضول مُلِحّ، لا سيَّما في أعقاب قراءة كتاباته عنها، أسْهَم في تشجيع تلك الرغبة. بالتأكيد احتجت لبعض الإقناع من جهته لاتخاذ قراري الأخير، مع هذا فور ما طرحت الفكرة وجد أخي عواملًا غفيرة تؤيدها. أملك فرصًا قد تسنح لي بالتعرُّف إلى أنواع حياة النساء من الطبقات العليا في تلك الجمهورية، وإمكانية التعرُّف إلى أشياء مثيرة تخصهم، إلا أن، لأني امرأة، سَبْر أغوار مبهمة عنهن. تلك الاحتمالية أوحت له بفكرة: يمكنني إشباع فضولي، وفي هذه اللحظة نفسه جمع أضخم حجم جائز من الأنباء عن حياتهن. رجَّح أن أعرضها في سلسلة مراسلات إلى صديق.
لتشجيعي على تأدية تلك الفكرة، وحط أسفل تصـرُّفي مجموعة هائلة من خواطره غير المشورة، إذ يمكنني اختيار ما شئت منها وإدراجه في رسائلي بما يتسق مع ما أكتب. ولأنني قد أتمادى في التعبير عن مشاعري طوال إلحاق انفعالاتي وملاحظاتي على الأرجح أكثر الأمر الذي اختبرته بشكل فعلي، وعدني أنه سيختار من تلك المراسلات ما يتفرج عليه ملائمًا للنشـر، ويحتسبُّها لعملية النسخ. لذلك فالمجموعة المُقدَّمة من اختياره، ولكني أخشـى أن يتخيل القارئ أن إعجابه بذلك الدولة قد أفسد حكمه، مع هذا أشعر بما يشجعني على الأمل في قراءته – القارئ – العادلة في طريق الأمر الابرز التي تحوي معهاَّنتها تلك المراسلات. من قائمةَّات واحدة صارت جمهورية مصر العربية مألوفة لها تقريبًا بمقدار وطنها إنجلترا.