كتاب سنوات من المحبة لله والوطن – البابا تواضروس الثاني

2022-11-11

تعلقي بأمي بل قوة داخلية كانت تجذبني إلى حياة الرهبنة، أتوق إليها، أرغبها بجميع جوارحي، وعندما استشعرت والدتي ذاك الشأن، خاصة أنها أصدرت عليَّ الزواج عديدًا، أفادت لي: «لو ترغب أن تترهبن فلتفعلها ولا تؤجل الموضوع»، وقد كانت هي الفقرة الفاصلة وأثناء السفرية من الطفولة والشباب والدراسة والتوق إلى الرهبنة ومنفعة الكنيسة مرورًا بكوني راهبًا على أن بلغت لأسقف، لم أكن أسعى أو أعتقد أن أكون بطريرك الكنيسة، حتى إن والدتي كانت تُشفق عليَّ من ذاك الموضوع الجلل، حتّى صارت بطريرك الكنيسة القبطية الهائلة، وأنا أضع نفسي في وظيفة خدمية الكنيسة وشعبها ووطني جمهورية مصر العربية.

محبة الله، ومحبة الوطن، ومحبة الإنسان، هي الأسس التي نشأنا فوق منها في العائلة والمدرسة والكنيسة.
وتلك الصفحات التي بين يديك -صديقي القارئ- هي سفرية في مرحلة زمنية أساسية في تاريخ جمهورية مصر العربية، كانت حديثًا امتد بالساعات، وأصبح كتابًا فيه بصيرة وطنية لأهم فاعليات هذه المدة.