كتاب رحلة الشاه كابور – شيرين عادل

2022-12-24

أما تلك المرة، فالأمر يتفاوت مظهرًا وموضوعًا؛ فأنا في وظيفة عمل حكومية، كلفني بها الصديق الرحالة (عمرو بدوي) لاستكشاف ورسم خريطة سبيل السَفرة يريد القيام بتشغيلها بواسطة وكالة السفر المختصة به (ترافل سوا)، ليجتذب على يدها -بخاصة- هُواة المجازفة والترحال من قائدي الدراجات النارية أبناء مصر والعرب. وهي ليست مأمورية مبسطة بالمرة، فهي تحتوي تأدية السفرية الخطة لها بنفسي وبمفردي تمامًا، وهو المسألة الذي لم أجرؤ على فِعْلِه أثناء السنين الست السابقة التي زخرت بنزهات الدراجات البخارية مع العديد من الأصحاب في شتَّى المدن المصرية، لعلَّ أطولها كانت رحلتي عام 2016 بشأن جمهورية مصر العربية التي قطعتُ فيها مسافة 2000 وسبعمئة كيلومتر في تسعة أيام، مع خمسة من الرِّفَاق، قُمنا عن طريقها بدورة كاملة بخصوص جمهورية مصر العربية، عَبَرْنا فيها من ساحل البحر الأحمر إلى مدينة (مرسى دراية)، مرورًا بمدينتي (الأقصر) و(أسوان)، إلى الواحات الأربعة الدنيا من الصحراء الغربية وهي (الخارجة) و(الداخلة) و(الفرافرة) و(البحرية)، رجوع أخيرًا إلى (العاصمة المصرية القاهرة).

أكاد ألهثُ فقط لأجل ذكْر هذه المسافات، بصرف النظر عن ألفة أسماء المدن والمواضع التي ما دام زُرتها من قبل، فكيف وأنا اليوم في طريقي إلى المجهول حرفيًّا، أسافر على طُرُق لم أطرقها من قبل قطُّ، معتمدة ليس إلا على أبحاثي المخصصة التي أجريتُها قبل السفرية ما بين خرائط (جوجل)، ومنتديات السفر، ومراسلات لبعض الأصحاب القُدامى في الهند لتبين ظرف عدد محدود من الطُّرق والطقس في ذاك الزمن من العام.