كتاب راقصة إيزو وقصص أخرى – ياسوناري كاواباتا

2022-11-04

تناولت كتاب الروايات إذن، ولا أخفي أنّ أفكاراً اعتملت في رأسي. وكأنّها تستجيب لأمنياتي اقتربت الراقصة منّي. وحينما شرعت أقرأ قرّبت وجهها المنتبه منّي، ثمّ قرّبته أكثر إلى أن كاد يلامس كتفي وهي تنظر إلى جبيني باستقرار بعينين متّسعتين ولامعتين ودون أن يطرف لها جفن. كنت أحسب أنّها تفعل هذا كثيراً ما حين يقرأ لها واحد منٌ كتاباً: ولقد راقبتها مليّاً وهي تصغي إلى قراءة صاحب متجر الدجاج. كانت قرّبت وجهها منه وقد كانت عيناها السوداوان الكبيرتان تلمعان. فعيناها أجمل ما فيها. وقد بدا لي أنّ حنيّة رموشها المتناسقة يندر شبيهها لجرّة جمالها. وكنت أجد في ابتسامتها تألّق الوردة المتفتّحة. وردة، بشكل فعلي، لقد كانت تذكّرني بالوردة.
ياسوناري كاواباتا (1899-1972): روائي ياباني تُعدُّ أعماله تجسيداً للصراع الياباني بين التقاليد الصارمة وبين توجّهات الحداثة التي عمت المجتمع آنذاك. أسهَم عام 1924 في إنتاج مجلّة (العصر الفني) التي أسّست لمدرسة عصرية في الكتابة سُمّيت «Shinkankakuha»، أي الانطباعية أو الحسيّة الحديثة، ردّاً على التوجّه الأدبي المهيمن آنذاك، والواقع أسفل نفوذ المذهب الواقعي. حصل على نوبل للآداب عام 1968 ليصير أول ياباني يفوز بها، وقد أصرّ على تسلّمها مرتدياً الزيّ الوطني الكلاسيكي. على الرغم من ثبوت اتهامه الانتحار في كلام تسلّمه الجائزة، إلّا أنه أقدم حتى الآن بضع أعوام على هذا. لم يدع وراءه أية برقية، غير أنّ ما كُتب في تأبينه هو أنه صرح ذات مرة «إن الهلاك الصامت كلمةٌ خالدة».