كتاب دروس في الأخلاق – أمبرتو إيكو

2021-06-06

كتاب دروس في الأخلاق – أمبرتو إيكو

عرَض المقر الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء، (2010)، الترجمة العربية لكتاب الروائي والكاتب الإيطالي المشهور إمبرتو إيكو: “دروس في الأخلاق”، ونهض بترجمة ذاك الكتاب الناقد المغربي مبتهج بنكراد انطلاقا من الترجمة الفرنسية التي صدرت عن دار النشر الفرنسية الأصيلة “غراسيه” في طبعة صدرت عام ألفين. ويقع الكتاب في 152 صفحة من المقدار الوسطي، دون المغزى إلى ذو لوحة الغلاف. يمزج بين الكتاب خمس نصوص لصاحب “بندول فوكو”، و”اسم الوردة”، وهي جلَد العناوين: “التفكير في المعركة”، “الفاشية الأبدية”، “بخصوص الكتابة الصحفية”، “الأنا والآخر”، “التروح وغير المسموح”.

كتاب دروس في الأخلاق – أمبرتو إيكو

وقد كتب إيكو تلك المواضيع الخمس على مدد متباعدة، تأكل سلسلة من القضايا المخصصة بالوجود الآدمي، منها الأخلاق والعلمانية والتدين والثقافة والمثقف والرابطة مع الآخر وغيرها من الأشياء ذات الطابع القيمي العام. ويقول الطبيب بهيج بنكراد في صدارة ذاك الكتاب “وليس في نيتنا تقديم خلاصة لتلك النصوص أو بسط القول فيها، فهذا كلف لا ترجى منه جدوى، فالنص يُغني عن التلخيص، والتلقي المباشر أكثر أهمية من وساطة مترجم غير ممكن تبرئة ذمته، فهو ينقل ما يشتهيه، لا ما يفتش عنه القارئ بالضرورة. ومع هذا، فإن ما يقوله العنوان وحده كاف لأن يحرض العديد من الاستفسارات بشأن مقولة الأخلاق، فهي تكاد تكون الثيمة الأساسية للكتاب كله.”فسوء الاستيعاب” و”الجهل” بخصوصيات الآخر و”الدونية الحضارية” و”الفوز العنصري” مواقف تندرج جميعها في إطار ما يمكن أن يكون أخلاقاً تُعتمد في الحكم على الآخر

كتاب دروس في الأخلاق – أمبرتو إيكو

وتصنيفه. فالـ”نحن” مبهمة باستمرارً، لأنها تعتمد معاييرها للحكم على الآخر وتحديد الموافق عليه والمرفوض والمحبذ والمكروه لديه. وباسم تلك المشاهدة إكتملت في كميات وفيرة من مدد الزمان الماضي مقاضاة الآخرين والحكم على سلوكهم، لكن ونشر وترويج الموقعة عليهم. فالـ “نحن” التي قادت المعركة في أفغانستان والعراق وغيرها من أنحاء العالم ليست آتية من خارج الزمان الماضي، إنها ثمرة من ثماره، وجزء من سيرورة حضارية تشكلت بكون هويتها هذه في علاقتها بالآخرين لا في انفصال عنهم. ولذلك، لا يمكن لها أن تتحدد بمثابة نفسها، أي بمثابة الحصيلة الأخلاقي لديها، لكن ينبغي أن تقيس أخلاقها بأخلاق الآخر (إن العزلة لا تتزعم سوى إلى الفاشية).