كتاب حيث تشير البوصلة – سناء عون

2022-05-05

وصلت المجموعة القصصية الجديدة للكاتبة السورية القاطنة بالنرويج سناء عون السجل الطويلة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية لدورة إسماعيل فهد إسماعيل في الكويت. وتقدّم المجموعة، الصادرة عن منشورات المعتدل في مطلع 2018 بعنوان “إذ توميء البوصلة”، عشر حكايات قصيرة بكون التفاتات إلى حياة الشام الالجمهورية السوريا في لحظة التوديع، وعالم يتداعى، بصوتٍ أنثويّ مفعمٍ بالرثاء.ترصد الروايات جوانب آدمية في الجمهورية السورية المنذورة للوفاة، عبر شخصيّات شهرة غالبًا، وأيضا عبر استحضار أصوات الأمور والجمادات. وكما قطّبت روز، بطلة الحكاية الأولى “صور مقطّبة”، الصور التي مزّقتها نيران لاعب الدفاع والاشتباكات، بخيوطٍ نسلتها من ثوبها، ثوبِ الأم المكلومة؛ تحوك سناء عون قصصها بإبرة مطابقة هي إبرة الضياع والخوف، خسارة المقر والزمان، والخوف منهما أيضًا، بعد أن صارا لحظة صرامة لا تنْفذ.

تحميل كتاب حيث تشير البوصلة – سناء عون

يجيء عنوان المجموعة “إذ توميء البوصلة” ليلعب لعبةً تقلب الحقائق، فإذا كانت عادة البوصلات أن توميء رؤوس إِبرها إلى الشمال، فالأمر ايضاً بينما يتعلّق بموضع كتابة الحكايات، بلّه متفاوتٌ تمامًا إذا ما نظرنا إلى المقر الذي تروي عنه، والذي لا توميء إليه إلا بسلك القلب. بذاك المعنى؛ الكتابةُ بسلكٌ معكوسة، أو توجيهٌ متيقظٍ لحركة رأسها.
تستحوذ الإناث على فضاء المواضيع: روز، دلال، حريم الحارات، سارة… إلخ. إنهنّ سوريات بامتياز، مدموغات بمياسم الفجيعة والغياب، عاشقات وثكالى ومهجورات ووحيدات. الإناثُ هنا صوتُ أمومةِ المقرِ السرية.
من ناحية أجدد، تأخذ الموضوعات مكان واسعة من الحيّز السردي، إلى درجة أنها تتحوّل إلى أشخاص مكتملة. الأمور التي تقوم بتقديمها هي: فستان أحمر يتسخ في تهيؤات صاحبته لأنه لم يُلْبَس، فلا موضع لبهجة الفساتين وأناقة الجميلات. درّاجةٌ تتناقصُ قطعةً قطعةً كلّ يوم. كتاب يقطع سفرية اللجوء. كرة رِجل تشرح وجهات نظرها في الحياة، وتطمح إلى توثيق مصيرها.