كتاب حضارات ما قبل التاريخ – خزعل الماجدي

2022-12-30

ينقسم تاريخ الإنسان إلى مرحلتين أساسيتين هما فترة ما قبل الزمان الماضي التي تشغل 98% من تاريخ الإنسان ومرحلة العصور التاريخية التى تشغل 2% من تاريخ الإنسان. “ولاشك أن ذلك الابتعاد الشاسع بين المرحلتين، زمنياً، هو المبرر الأساسى الذى يجعلنا نطمح بفضول إلى ذاك الزمان الماضي الطويل للغايةً لعصور ما قبل الزمان الماضي الشحيحة البيانات والتى تظهر مثل ليل طويل كان الإنسان غارقاً فيه يكافح تحديات الزوال والإنقراض قياساً إلى العصور التاريخية القصيرة، غير أن المزحومة، بأحداث وحضارات وفيرة حتى يومنا ذاك، عصور ما قبل الزمان الماضي هى، بسهولة، عصور ما قبل الكتابة منذ أن إتضح الجنس البشرى للمرة الأولى على وجه الأرض قبل حوالى 2.5 1,000,000 سنة.
فهذا هو عمر عصور ما قبل الزمان الماضي وعلينا أن نظن كم هى المأمورية عسيرة وعصيبة، بل علماء الآثار، الذين عملو بدأب متتالي لأكثر من قرنين من حاليا استطاعوا أن يعطونا رأي عامة جيدة عن تلك العصور، ومن ثم نصبح قد تمكنا من وعى الأسلوب والكيفية التى عاش فيها أسلافنا الإنس القديمين على تلك الأرض وكيف أوصلوا الأشياء إلى عتبات الزمان الماضي الذى بدأ فى سومر فى حواجز 3200 ق.م. وتستغرق حضارة ما قبل الزمان الماضي ما يناهز من 98% من حياة الإنسان على الأرض لكنها حضارة صامته من دون كتابة، حاول العلماء لاستنطاق آثارها على يد التحليل المختبرى والتفسير العلمى والعقلى والتأويل وبلغوا إلى نتائج وظيفة، ولن نبالغ إذا قلنا أن بدايات جميع الأشياء من ديانة وفنون وثقافة وعلوم تكمن جذورها فى تلك الحضارات، ويأتى تلك الكتاب بشروحة المفصلة لعصور وثقافات ما قبل الزمان الماضي ووضعها فى سياق تطورى وفرز دقيق لها ولمعطياتها الأثرية الحديثة ليعيد تشييد وعلل زمنها الطويل فى نقط ضرورية وخالية من التضليل.