كتاب ثورات القوة الناعمة في العالم العربي – علي حرب

2021-04-21

كتاب ثورات القوة الناعمة في العالم العربي – علي حرب

مع صدور الطبعة القريبة العهد من كتاب “ثورات الشدة الناعمة في الوطن العربي.. من المنظومة إلى الشبكة” للمفكر اللبناني “علي معركة” يعيد الكاتب قراءة الوقائع الحالية المتسارعة والتبدلات العاصفة التي شهدها الوطن العربي على امتداد العام 2011. بعين الفاحص والناقد جميعاً.. يدمج بين الكتاب نصوص وافرة هي، كسابقاتها، قراءات على حدث المسارات الحاصلة في أكثر من بلد عربي… وفي ذلك الشغل لم يبالغ موقعة “.. في القول بأن عام 2011 حمل إمضاء العرب وختمهم بوقائعه وأحداثه. إنه كان “عام العرب” بامتياز، حيث هم أذهلوا العالم بثوراتهم التي أتت كزلزال اهتزّت برفقته أحوال راكدة منذ عقود، بمقدار ما

كتاب ثورات القوة الناعمة في العالم العربي – علي حرب

سقطت أنظمة حكم عاتية وهَوَت أصنام فكرية خاوية. وقد كان من مفاعيل ذاك أن تغيرت المعطيات وتبدلت التحالفات وانقلبت المعادلات، بمقدار ما ثبت فاعلون حديثين على المسرح بنمطهم ونماذجهم…”. هي ثورات الكل باعتراف موقعة ثورة الناشطين في المجالات.. وثورة المثقفين.. وثورة السيدات والرجال جميعاً.. وثورة الإنسان المتواضع ايضاًًً.. الجميع نزلوا إلى المجال.. ولذا معنى من معاني الديموقراطية التشاركية. فالديموقراطية السياسية، للنائب والناخب، لم تعد تكفي في معالجة الأمر الاجتماعية، إذ تتجمع الممتلكات في يد القلائل القليلة، في حين يتقهقر معدّل الحياة عند الشرائح الواسعة من الناس.. الأمر الذي يشير إلى أن هنالك عوز إلى ابتكار أنواع وأطر حديثة من المجهود الديموقراطي تجسّد مبدأ المواطنة على باتجاه بتأثير أكبر تتحقق فيه المساواة في الحظوظ والفرص واستثمار الموهوبين والإمكانيات. من ناحية أحدث تتلمس ذلك الاضطراب عند الكاتب على الثورات العربية الحالية، وهو فزع ناجم من أن يجري الالتفاف على الثورات أو مصادرتها أو تخريبها من منحى الثالوث المضاد. وهم “.. النخب الباحثة عن جانب أمامي أو دور، أو في قوى النسق الديكتاتوري الآفل، وكما يتمثل خصوصا في التيارات السلفية البربرية التي تنشد استعمال سلاح الفتوى والتكفير…”. لا يخلو كتاب ثورات الشدة الناعمة في الوطن العربي من الإنتقاد والتفكيك والتشريح لجميع المنظومات الفكرية التي عمت في عالمنا العربي، فهو يحثنا على النفع من مساعي السابق وإخفاقاتها معتبراً “.. أن من أساء إلى القضايا والأعمال التجارية هم دعاتها وحملتها بالدرجة الأولى. مثلما أساء الإسلاميون إلى القيم الدينية،

كتاب ثورات القوة الناعمة في العالم العربي – علي حرب

والعروبيون إلى رأي الوحدة، والحداثيون إلى عناوين الحداثة، والعلمانيون إلى التنوير والعقلانية، واليساريون إلى العدالة والمساواة، ومناهضو الاستبداد إلى الثورة والحرية. وهذه هي العدمية المعاصرة…” من هنا نشاهد الكاتب يشدد على ضرورة الإنتقاد، غير أن، ليس إنتقاد الآخر، فالنقد الخصب برأيه هو إنتقاد الذات بالدرجة الأولى. إنه ارتداد المرء، بالمساءلة والمراجعة، على أفكاره من البداهات والمسبقات والمسلمات التي تصنع العقبات والأزمات. بذلك المعنى لا يشبه الإنتقاد عن التشبيح النقدي الذي يتقنه قليل من الذين لا يعرفون معنى الإنتقاد ولا إنتقاد الإنتقاد. لأن الإنتقاد الذي تجترح برفقته الإمكانات يكمل بعقل متجاوب، متحرك، سفينة، يشاهد الواقع بجميع تعقيده وتشابكه، والتباسه، وبكل حراكه وصيرورته وطفراته… بمقدار ما يمارس بلغة الحديث المُجدي والتداول المنتج والتجميع الإنشاء والتحويل الخلاق والتفاعل المُجدي.