كتاب ثورات الشعوب الأوروبية 1848 – إبراهيم ماجد الشاهين

2022-08-05

صدر كتاب «ثورات الأمم الأوروبية 1848» في طبعته الأولى عام 2019م عن مقر نهوض للدراسات والنشر لمؤلِّفه إبراهيم ماجد الشاهين، وقد أتى في 432 صفحةً من الكمية العظيم. ولاشكَّ أنه يُعَدُّ إضافةً نوعيةً للمكتبة العربية؛ نظرًا لقلَّة المراجع التي قاربت ذاك المسألة بالعربي مضاهاة باللغات الغربية.

يرتبطُّ الكتاب بموضوع ثورات الأمم الأوروبية في سنة 1848م، إذ يقدِّم مادةً معرفية وتاريخية غنية بشأن أسبابها والسياقات الاجتماعية والسياسية والثقافية المصاحبة لها، في سفريةٍ مختصرة ومركَّزة بشأن التبدل التاريخي في أوروبا قبل هذه الثورات وبعدها. وبصرف النظر عن أنها لم تظل طويلًا، “فإنها هزَّت عروش أوروبا ومهَّدت الطريق التي أتت في حين حتى الآن، ووضعت أوروبا على سبيل الحداثة والاستعداد للتحول الضخم الذي وقع في القرن العشرين”. وجلُّ معطيات الكتاب التاريخية مستقاةٌ من مراجع غربية، وقد تمَكّن الكاتب أن يزاوج بين التتبُّع التاريخي، والتحليل التنظيمي، والتنبيه من حينٍ لآخر على وجهات نظر وخلاصاتٍ بخصوص نُظم تحكم سيرورة التغيُّر المتحضر والتي تتكرَّر من زمنٍ لآخر وفق محددات وقواعد كل واقعٍ وخصائصه.

في التوجه الأوروبي، كانت الثورات المدروسة قاسمًا مشتركًا بين عددٍ من الدول الأوروبية في مرحلة تاريخية حاسمة. وعلى الرغم الجدل التاريخي بينها، واختلاف اللغات وتعتبرُّدها، واختلاف المذاهب الدينية بين الكنائس وبغضها لبعضها، ميزةًا عن المناحرة الاستثماري بينها، فإن الأمم في هذه المدة تمَكّنت استلهام قيم الحرية والنهوض، والتقاط علامات التحويل ورسائله الممكنة من المحاولات المتاخمة لبعضها كي إنهاء قيم النهضة والأنوار وتمهيدًا لعصر الحداثة. زيارة أقسام اخري

خسر كانت هذه الثورات الشعبية (عام 1848م) ظرفً ذات مواصفات متميزةً في تاريخ شعوب العالم، فلم يتقدم على أن شهد العالم انتقال ثوراتٍ شهرة بمطالب متقاربة في الشبه من جمهوريةٍ إلى أخرى بذلك الزخم وتلك السرعة، ولا يوجد شكَّ أن التقدم الصناعي الذي شهدته أوروبا في القرن الـ9 عشر قد مهَّد لإمكانية انتقال الأفكار الثورية بالسرعة التي لم تكن ممكنةً في القرون الفائتة، وهو الشأن الذي تقدم بينما في أعقاب ليغدو أسرعً في الدهر الجاري مع انتشار منصات التواصل الالكترونية والثورة الرقمية والإعلامية