كتاب تاريخ الخليقة – خزعل الماجدي

2022-12-30

ذاك الكتاب يسرد حكاية الخليقة من فكرة العلم لاغير، وهو أساسي بشكل كبيرً كجانب أمامي للوقوف على تاريخ الحضارات التي أنشأها الإنسان لأنه سيجعلنا نفهم إشارة التقدم البطيء والمعقد لذا الوجود ، وسيدفعنا لتصور جلي عن تلك الحضارات، التي هي أحدث سلسلة في تقدم الوجود القائم الذي مازال يتحسن ويتحول يومياً، وهي مردود كائن لا يزال ملتبساً يسكنه الجهل، والنزعات التعصبية الضيقة، والغرائز المنفلتة، وما زال غير باستطاعته أن التعايش مع بعضه الآخر، على الرغم من كل ذلك الشوط العارم الذي قطعه تاريخ الحضارات.
ينتاب من يقرأ ذلك الكتاب إحساسٌ بالراحة وربما التطهّر من ناحيةٍ، لأنه سيغسل عن ذهنه وروحه كل الأفكار الخيالية الموروثة عن نشأة الكون والأرض والحياة والإنسان، وشعورٌ بالتواضع من ناحيةٍ أخرى، لأنه سيعرف أن الإنسان كائن بسيطّ في سلسلة طويلة من الكائنات التي ما زال بعضها يقطن بصحبته وميزته أنه لديه نعمة الذهن، وأن الأرض ليست ترتيب الكون لكن هي حبّة رمل مهملة في ذراع بعيد من أذرع واحدة من المجرات، وأن الكون، هو الآخر، فقاعةٌ عملاقة لا تزال تنتفخ وستخمد وتنكمش وتختتفي ذات زمان. العلمُ هو ما يجعل الإنسان طاهراً ومتواضعاً، وهو ما يجعله يكتشف الحقيقة من دون زيف ولا رتوش، أما الجهود الأخرى كالفلسفة والشعر والأدب والفن واللعب…إلخ فهي تقنيات توازن سايكلوجي للإنسان تبث فيه التأمل والنشوة، قبل وبعد أن يدري الحقيقة التي يكشفها العلم، فهي ليست مهتمةً، على وجه الدقةِ، بكشف حقيقة ما جرى وما يجري.
هل تاريخ الكون منذ بدايته حتى زمننا هو 13.7 مليار سنة؟ هل تاريخ الأرض هو 4.5 مليار سنة؟ هل تاريخ الحياة هو 4 مليار سنة؟ هل تاريخ الإنسان هو 2.5 1,000,000 سنة؟ متى وكيف بدأت تلك التواريخ وكيف ستنتهي؟ سيحاول ذلك الكتاب الإجابة عن تلك الأسئلة بلغةٍ طفيفةٍ وعلمية، في ذات الوقت، ومشفوعة بالصور والإيضاحات الأساسية ومعتمدةً على أكثر أهمية وآخر المراجع العلمية في الدنيا.