قريبا
أخر الأخبار

كتاب تأملات في عذوبة الكون – أحمد بهجت

كتاب تأملات في عذوبة الكون – أحمد بهجت

ثمة تاريخ لم يكتبه أحدنا, هو (1/1/1).. أول فى أول شهر فى أول عام خلقت فيه الدنيا.. كان ذاك يوم زفاف الزمان الماضي إلى الأرض, ويوم زفاف حواء إلى آدم.. يوم طليعة الحياة الآدمية.

وقد كان العرس مقصورا على آدم وحواء كان الشاهد المنفرد هو الله تبارك وتعالى, أما الملائكة فراحوا يتأملون -بدهشة البراءة- تلك الخليقة القريبة العهد التى تعرف الحب على الرغم من الرداء الترابى الذى ترتديه.. ذاك هو الزواج الحقيقى الذى لم يحضره أحدنا وليست له صورة لدى أحدنا.. ماذا كتب آدم فى دبلة الزواج؟ وماذا كتبت حواء فى دبلتها؟ لماذا لم يكتب أحدهما ذلك الزمان الماضي (1/1/1)؟.. لم تكن ثمة دبلة ولا زواج, كان هنالك عناق روحى مستديم, كان هنالك أول يوم من أول شهر من أول عام خلقت فيه الدنيا, أى حُسن كان لذلك اليوم غير حُسن البراءة والحزن..

خرج آدم وحواء من الجنة وهبطا إلى الأرض. لم يكن فى الجنة أشهُر ولا أيام ولا سنين ولا شمس ولا زمهرير ولا مرض ولا مصرع ولا هموم, هنالك خلود ليس إلا, والخلود لا يدري هم الإجهاد النفسي أو الحساب, ثم هاهما ينزلان الى الأرض, والأرض مخاطرات محسوبة ونزاع وهلاك..

فهم آدم وحواء انهما يبدآن حياة عصرية على الإطلاق.. لقد هبطا من الجنة.. وعصى آدم ربه فغوى ثم إجتباه ربه فتاب أعلاه وهدى.. نسى آدم أنه جائع, وفكر: ماذا يتيح من أكل لذلك اليوم الأضخم؟.

دموع الندم لاشئ فى مكنته غير دموع الندم… إنتحب الجد الأعلى للإنسانية.. كان يبكى ذكريات أيام الصفاء الأولى, وقد كان يبكى ما فقده من ثمار جنة الطاعة والقرب, وهى ثمار كان مذاقها مازال عالقا بفؤاده.

أقرأ أيضا

كتاب تأملات في عذوبة الكون - أحمد بهجت
كتاب تأملات في عذوبة الكون – أحمد بهجت

كتب من نفس القسم

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock