كتاب بيوت الخفاء في حلب الشهباء – إياد جميل محفوظ

2022-07-08

أسجل إعجابي بذلك الكتاب وأهنئ المؤلف لكشفه للملأ ظاهرة اجتماعيّة لم يفكر أيُّ مؤلف وكاتب أو منقب في تاريخ حلب في إعتمادها وإلقاء الضوء أعلاها.
د. محمود حريتاني

* ذاك كتاب يحفر في أسرار المتعة المحظورة المرغوبة.
ليست الرواية قصة الحرفة الأقدم في الزمان الماضي مثلما أتى في الكتاب أو منازل الخفاء لاغير، إلا أن هي قصة بلدة أصيلة ومجتمع ترسّخت ثقافته على مرجعية ثابت هو: حبّ الحياة. فدراسة ذلك النشاط الاجتماعيّ وتحوّلاته عبر الزمان الماضي وارتباطه بالمنطقة والعادات والقوانين والتبدلات السياسيّة والحداثة كذلكً، كانت مسرحاً لإبانة ما بحوزة الكاتب/ الساحر من أفانين الغواية التي تبهر القارئ.

المدن كالكائن الحي، نمط عضويّة متكاملة، وليست تقاسيم الحُسن البادية للعين لاغير ما يهبها الحياة، لكن ثمة في الأعماق وفي عتمة البطون والصدور ما يخفي أسراراً أخرى، وذلك ما إجراء الكاتب بصبر وبحث وصدق وأمانة فأخرج إلينا تلك التحفة السرديّة الغنيّة الشائقة.

يمكننى القول إنني كنت بمزاج بنت في مواجهة حاوية الدنيا، حاوية العجائب، ووقتما أنهيت الكتاب بمتعة ايضاً كانت قد ترسّخت في بالي مجموعة ضخمة من البيانات التي قدمها الكتاب بسرديّة محببة، فسيفساء من الإشارات والكلمات وأنواع التصرف والأمكنة والأمثلة.

ذلك الكتاب الجريء المميز يكون له الحق في أن يوصف بأنه فتح باحترافية (خزائن) لم تفتح سابقاً، وقد شخص أمامنا نفائس المجتمع الحلبي بدون تنظير ولا افتتاح أحكام مسبقة، لكن كان في بعض الأحيانً يومض على ما يعزّز بشريّة شريحة صُنّفت تاريخيّاً بصورة روتينيّة جائرة.
د. سوسن جميل حسن