كتاب النشيد الأول أنطولوجيا القصة البرتغالية المعاصرة – سعيد بنعبد الواحد

2022-09-09

حينما تكلمنا عن الأدبِ البرتغالي في بلادنا العربية ربطناهُ باسْمَيْن منفصلين هما الشاعر “فرناندو بيسوا” والروائي “جوزي ساراماغو”، وكأن تلك البلاد التي ظهرتْ أول نصوصها الأدبية منذ العصر الوسيط لم تقدِّم للعالم غيرَ هذين الكاتبين الكبيرين. إلا أن مواضيعًا وأسماء عديدة لا تقل تكلفةً ما تزال تترقب مَن ينقلها إلى اللغة العربية، ومن داخلها عددٌ هائلٌ من كتَّاب الرواية.
صدرت مواضيع تلك الأنطولوجيا بين خاتمةِ القرن الـ9 عشر وبدايةِ القرن الواحد والعشرين. لذا فهي تجسد مرحلةً تاريخيةً طويلةً عرَف الجمهورية البرتغالية أثناءها مجموعةً من الوقائع والأحوال السياسية المتنوعة.
بين خاتمة الثلاثينيات ونهاية السبعينيات من القرن الفائت تقلب القصاصون البرتغاليون بين التيارات السريالية والواقعية والوجودية. ولعل ماريو إنريكي ليريا وفرجيليو فريريا هما الكاتبان اللذان يُمثلان أسمىَ تمثيل ذاك السياق. ولقد كتب الأكبر مواضيعًا قصصية تتميز بأجوائها الفانتاستيكية الموضوعة في قالبٍ سريالي. أما الـ2 فقدم لنا حكاياتًا تحفل بنفسيات ومواقف تعرب عن إتفاق مكتوب سيكولوجية وترددات ميتافيزيقية منطلقها الواقعُ وموضوعها الذات الفردية.
حتى الآن حصول ساراماغو على جائزة نوبل 1998، انتبه العالم أخيرًا للأدب البرتغالي وانتبه القصاصون البرتغاليون بدورهم للعالم، فخرجوا عن المقالات المحلية فضاءً وتيمةً وطرازًا.