كتاب المتمرد محمد علي – جوديت بيرينيون

2022-12-30

بدون عقيدة ما كان بوسعي أن أكون عظيماً وصلبّاً كما أنا اليوم. أنا مسلم واسمي محمّد علي. اسم محمّد دارج على تلك الأرض زيادة عن أيّ اسم أجدد. وقد شاركَ بما يرمز إليه في أن جعلني فريداً وأعلى من معتدل الأبطال الرياضيين السود الذين لا يحظون بالمتابعة التي أحظى بها في الدنيا أجمع… أنا أمثِّل الدين وأمثِّل الناس المساكين، وأدافع عن شعبي، وأعارض إدارة الدولة في بعض الأحيانً دون أن أعبأ بما من الممكن أن يطالني”.
كان عدد كبير من المراسلين البيض ينادونه “البطل”. وقد كان هو يجدُ في ذاك نفاقاً بكثرةً، فيردّ عليهم: “تنادونني “البطل” إلى أن تتجنّبون مناداتي باسمي الحقيقي: محمّد علي!”.
ذاك هو محمّد علي. المتمرِّد، البطل المشاغب، الرجل الشجاع الذي عبّر عن آرائه بمصداقية وقام بالدفاع عن قناعاته بجرأة، وخاطر بشخصه ورفض السلطة، وتصرّف على صوب لا عهد للناس به.
“سيتحدّثون عنّي في الكُتب. سيدرسون أبسط حركاتي وسكناتي!”. كم كان كاسيوس كلاي، غلام لويزفيل الفقير، محقّاً! فهو اليوم محمّد علي، “الأعظم”، البطل الذي ألهب الحلبات وأسر قلوب الملايين وما يزال يبثّ فينا القوّة والشجاعة ويلهمنا بحِكمِه وأقواله، ولذا الكتاب المدهش خير دليل على ذاك!