أحدث تحميلات الموقع فكر وثقافة وإيديولوجيا

كتاب العلموية – سامي عامري

2022-12-16

العلموية، مذهب ينسب لفظه إلى العلم. وهو يطمح إلى تلوين جميع الأشياء بلغة المختبرات والمراصد والمجاهر، وقد إعلاء في أدبيات تيار الإلحاد الجديد فوق حقائق الذهن ومقولات الدين؛ فلا صوت ينازعه الخطاب، ولا يد تنازعه الصولجان.. والعلموية بهذا أضخم من أن تكون إشعار علنيًا لشرف المعرفة العلمية؛ حيث هي -على أرض الواقع- نشر وترويج لإمبريالية المحاولة؛ فهي تدعو حتّى يحتكر العلم ميزان الحكم عقب رسم معالم الوجود بقلم لا يدري غير أبعاد الطول والعرض والقعر، وقياس الحركة.

ولأجل وعى منتبه للعلموية؛ يقوم ذلك الكتاب بدراسة ذاك الاصطلاح، لغةً واصطلاحا، والحفر في تاريخه الفلسفي، وتفكيكه، إشعارا لأنه لا يرادف العلم الطبيعي مغزى، ولا يثبت أن التنوير التزاما؛ وإنما هو بصيرة خاصة للإنسان وقيمه، وللواقع وطبيعته، وللآفاق وامتدادها؛ مسلطًا الضوء على منحى التوظيف الأيديولوجي الذي يؤديه ويقوم به العلمويون للعلم الطبيعي ونجاحاته، وتسخير كل هذا لخدمة الإلحاد؛ زعما أن العلم زوج اللادينية أو الدهرية. والكتاب -بهذا- بحث سبّاق في بابه في المكتبة العربية؛ حيث يتقصى في العلموية كعقيدة، ولا يختصر الجدال في بحث خصومة الكتب المقدسة مع قليل من إدعاءات القوائم العلمية -مثلما هو البحث الكلاسيكي في الشرق والغرب في شأن رابطة العلم بالدين.