كتاب الشوارع الجانبية للميدان – طارق مصطفى

2022-11-06

تقول د. نوال السعداوي في تقديمها للمتتالية القصصية:
لا تفتقر مجموعة طارق مصطفى القصصية إلى واجهة مني أو من غيري، لأن المجهود الإبداعيَّ يقدِّم نفسَه بنفسِه، ينفُذ إلى القلب والذهن دونَ واسطة. كلماتي القليلة هذي لا تستطيع إختصار تلك الحكايات المبدعة مظهرًا وموضوعًا، والتي جهدِّر بالسَّهل الممتنع عن مرتفعَم ليس بالسَّهل، غائر في قاع الأحشاء، مُعقَّد وحميم، مُتشعِّب ومحروم ومخبأ. يُفزعنا، في لحظة ضوء تكسر المحظورات، ويُسعدنا، في اللحظة نفسها، بدفء الصدق وفضح التناقضات.نشهد في الحكايات مواقف فارقة، بين المألوف وغير المألوف الذي يُصبح مألوفًا، وبين الواضح والباطن الذي يُصبح جليًا. نقرأ كلمةً أو كلمتين تلخِّص وقعًا مأساويًّا بإيجاز مُدهش. تذوب الهُويَّات الهزيلَّة السَّطحية، ذكورة وأنوثة، لتنتصر الهُويَّة البشرية الأجود.

نلتقي بآباء وأمهات قهرتهم الحياة، يقهرون أنفسهم وأولادهم، وشباب وشابات يصارعون القهر لأنفسهم وآخرين، ينتصرون أو يفشلون، لكنهم مع نزهة الثورة يستمرون، لا ينكسرون، لا يفقدون الأمل ولا الشُّموخ.

“الشوارع الجانبية للميدان” سبع 10 حكاية لـ 7 عشر بطلا وبطلة هم ليسوا نمازجًا للثورة، بل ثوراتهم الشخصية والمجتمعية بجانب صراعاتهم مع عدد محدود من العادات والتقاليد بدأت قبل حدوث الثورة بزمن..بعضهم نجح فى هدم قليل من الجدران وأزاد هدم الحائط الأخير فى المجال والبعض فر من اللقاء فاستسلم لتنميط المجتمع له والبعض الآخر أفاقته الثورة من يأس وعزوف على مقابلة النفس والمجتمع نتيجة لاختلافات تظهر صادمة للبعض فاستعادوا أنفسهم التى أنهكها المناحرة.. فى تقديمها للكتاب تربط د. نوال السعداوي بين الثورة والأدب قائلة: “الثورة الحقيقية تبدل الأدب والفكر والفن بمثل ما تحول السياسة، إلا أن إنّ الثورة فى الفن والأدب والفكر هي الأكثر قوة والأعمق والأبقى فى كل مقر وزمان.