كتاب الشوارع الجانبية للميدان – طارق مصطفى

2022-09-17

تقول د. نوال السعداوي في تقديمها للمتتالية القصصية:
لا تتطلب مجموعة طارق مصطفى القصصية إلى واجهة مني أو من غيري، لأن الشغل الإبداعيَّ يقدِّم نفسَه بنفسِه، ينفُذ إلى القلب والذهن دونَ واسطة. كلماتي القليلة هذي لا يمكن لها إختصار تلك الروايات المبدعة مظهرًا وموضوعًا، والتي مجهودِّر بالسَّهل الممتنع عن مرتفعَم ليس بالسَّهل، غائر في قاع الأحشاء، مُعقَّد وحميم، مُتشعِّب ومحجوب ومخبأ. يُفزعنا، في لحظة ضوء تكسر المحظورات، ويُسعدنا، في اللحظة نفسها، بدفء الصدق وفضح التناقضات.نشهد في الروايات مواقف فارقة، بين المألوف وغير المألوف الذي يُصبح مألوفًا، وبين الجلي والباطن الذي يُصبح واضحًا. نقرأ كلمةً أو كلمتين تلخِّص وقعًا مأساويًّا بإيجاز مُدهش. تذوب الهُويَّات الهزيلَّة السَّطحية، ذكورة وأنوثة، لتنتصر الهُويَّة الآدمية الأحسن.

نلتقي بآباء وأمهات قهرتهم الحياة، يقهرون أنفسهم وأولادهم، وشباب وشابات يصارعون القهر لأنفسهم وآخرين، ينتصرون أو يفشلون، لكنهم مع سَفرة الثورة يستمرون، لا ينكسرون، لا يفقدون الأمل ولا الشُّموخ.

“الشوارع الجانبية للميدان” سبع 10 حكاية لـ 7 عشر بطلا وبطلة هم ليسوا نمازجًا للثورة، بل ثوراتهم الشخصية والمجتمعية بجوار صراعاتهم مع عدد محدود من العادات والتقاليد بدأت قبل حدوث الثورة بزمن..بعضهم نجح فى هدم قليل من الجدران وواصل هدم الحائط الأخير فى المجال والبعض ولى دبره من الاجتماع فاستسلم لتنميط المجتمع له والبعض الآخر أفاقته الثورة من يأس وعزوف على مؤتمر النفس والمجتمع نتيجة لاختلافات تظهر صادمة للبعض فاستعادوا أنفسهم التى أنهكها التشاحن.. فى تقديمها للكتاب تربط د. نوال السعداوي بين الثورة والأدب قائلة: “الثورة الحقيقية تحول الأدب والفكر والفن بمثل ما تبدل السياسة، لكن إنّ الثورة فى الفن والأدب والفكر هي الأكثر قوة والأعمق والأبقى فى كل مقر وزمان.