كتاب الشمال المفقود يليه وجوه فرنسا ال 12 – نانسي هيوستن

2022-04-22

مزدوجو اللغة مزيفون، وعى يعيشون حرب شبه جسدية في نطاق أدمغتهم، وأن كانت لا تخلو من امتياز، فالتيه الناشيء عن ازدواجية اللغة، وفق الكندية نانسي هيوستن، أشبه بالتفكير، ومزاولة الحب، والكتابة، والبكاء ايضاًً بلغتين. وبرأيها، أن لا يكون عندنا غير حياة واحدة، كلف مرفوض. أو ذلك ما تجادله بشاعرية في كتابها ” الشمال الضال ” أسفل عناوين متنوعة للازدواج اللغوي الموّلد بدوره لإنفصام دنياي مربك، على اعتبار أن الشمال فيما يتعلق لها كيفية مغايرة للتحدث، وفوق منه فإن فقدانه لا يشير إلى عدم تذكر ما كنا ننوي كلامه، أو الموضع الذي توقفنا يملك وبحسب، لكن الإقتراب من حافة الجنون.

الشمال إذاً مثلما تستوعبه، هو المعادل للعقل، إذ يتساوى الجنون بفقدانه. وهو وطن ما دام وصم روحها بآثار عميقة يستعصي إزاحتها، ولذلك تخاطبه من لغة ووطن أجدد ( دولة الجمهورية الفرنسية ) وتندبه بما يشبه الرثاء كخيانة مبيّتة، إذ تشبّه ذاك الهجران بممارسة الحب مع وطن أحدث، فهذا هو حال المنفى مثلما تستشعره كنوبات من التمزق، والرقابة، والإحساس بالذنب، لأنك حينما تواصل مع الآخرين، فانك تظهر على الدوام مضطرا لطلب الحضور الجزء الطفولي فيك، أو البالغ وليس الاثنين جميعاً بأي حال من الأحوالً.