كتاب الرغبة والفلسفة مدخل إلى قراءة دلوز وغوتاري – محمد آيت حنا

2022-11-04

إنّكم لا ترغبون البتّة في واحد أو شيء مفردٍ، وإنّما ترغبون في مجموع. كان سؤالنا المنطلق، [أنا وغوتاري] هو: ما طبيعة الأواصر الضّرورية بين المكونات لأجل أن تقوم رغبةٌ، لأجل أن تصبح المكوناتُ نص رغبة؟ .. كان بروست يقول لست أود في تلك المرأة، وإنّما أود في المنظر الذي تنطوي فوق منه تلك المرأة .. وبالمِثل، حين تقول امرأةٌ ما إنّها تريد في ذلك الشّيء أو ذلك، فهي لا تهدف الشّيءَ مجرّداً، وإنّما ضِمنَ سياقٍ مَعيش .. لكن على أن إنّنا، في الحقيقة، لا نريد في مجموع، وإنّما نود في نطاق مجموعٍ. بعبارة أخرى ما من رغبةٍ إلّا وتفترض وصلاً وربطاً، إنّها تشييدُ مجموعٍ.

جيل دُلوز

لا تنفصل الثورة المجتمعية بأيّ حال عن ثورة الرغبة، والسؤال هو كيف نمنح تلك الثورة محددات وقواعد التأكد ومحددات وقواعد الاستمرار؟ لن يكمل هذا سوى بإعطاء الرغبة محددات وقواعد التأكد، ومنحها إمكان الذهاب للخارج من الدوائر المقفولة التي أقحمها فيها فرويد وأتباعه، باختصار أن نمنح الناس شروطاً عصرية للتعبير عن أنفسهم، أن نمنحهم محددات وقواعد الإبداع، هذه المحددات والقواعد التي تجيز لهم بصنع توليفاتهم بعيداً عن كل فردانية تقتل محددات وقواعد المؤتمر ومحددات وقواعد المجتمع.