كتاب الحلولية ووحدة الوجود

2023-04-07

كتاب الحلولية ووحدة الوجود إن ذلك الكتاب هو إضافة قريبة العهد إلى الأمر الذي نشهده الخيط الناظم في بال الطبيب عبد الوهاب المسيري – رحمه الله – وهو السعي إلى إنشاء بصيرة بشرية دولية من منطلق عقيدة التوحيد كإطار معرفي يدور بخصوص رتبة الإنسان في الدنيا، حتى وإن لم يستعمل المسيري المفاهيم المألوفة أو يُفرط في الاستشهاد بالآيات والأحاديث والإحالة على أقوال الفقهاء.

لقد نَفَذ المسيري إلى قلب المنظومة المعرفية، والمقاصدية للإسلام على يد مضاهاة الأنساق الأيديولوجية والفلسفية والمعرفية، واستيعاب أن المبتغى الأعلى هو تأكيد آدمية الإنسان وحدودها وأفقها، والتي يعلوها تنزيه الله الذي “ليس كمثله شيء”، فعمل على تحديث الكلام العربي بخصوص المفاضلة بين الربّاني والغيبي والطبيعي والبشري، وتجميع الموازين التي تحكم الصلة الحية بينها، وإدراك الحكمة من إيضاح الفوارق وبيانها، والتي حاولت المنظومات الحلولية اختزالها في مركزية الإنسان ومساواته بالإله أو تكريس هيمنته على الطبيعة، وأحياناً ترحيل سؤال الألوهية والربوبية من المناقشة على الرغم من حضوره في التصور- منفياً أو معكوساً، ظاهراً أو خفياً.

ذاك الكتاب قراءة أساسية للمحترفين والمهتمين بالعلوم الاجتماعية عامتها بفروعها وحقولها، وللباحثين في الفلسفة واللغة والأدب، والأديان المقارنة، والعلوم القانونية على تنوعها، حيث أن تجلّيات الحلولية تساند على إلمام متفاوت وحديث بمسارات تاريخ الأيديولوجيات والمذاهب والأديان وواقعها، وتمسّ كل جوانب الحياة الآدمية، وتحتاج إلى وعى دقيق وفقه عميق ينبني فوقه: دقة في التوصيف، وحكمة في التكييف، وعدل في الحكم، واجتهاد في تخزين البشرية وتصليح العالم.