أحدث تحميلات الموقع فكر وثقافة وإيديولوجيا

كتاب الثبات والتغير في الحكم الفقهي – صفية الجفري

2022-07-14

قدّم الدين الإسلامي نظاماً قِيَمياً وتشريعياً صالحاً للأزمان المتجددة والأوضاع المتغيرة. هو نسق لا تفاجئه تقلبات الحياة، لكن هو يفاجئها بقدرته على استيعابها بأسلوب يجعل المسلم مطمئناً حتّى دينه يحافظ عليه.

يداوي ذاك الكتاب موضوع ثوابت المنهج الإسلامي معالجة تنجم من نور الإنشاء المعرفي الأصولي والفقهي، وتكشف عن أمرين متناغمين ومتمازجين تتصف بهما ثوابت المنهج، وهما: الرسوخ، والإنصياع، بما ينسجم مع إنسانية المخاطبين بذلك المنهج، وما يطرأ على حياة الإنس من عوارض متجددة تتباين باختلاف طبيعة الحياة التي يحيونها، وسماتها النفسية والاجتماعية والحضارية.

يتوزع الكتاب على قسمين يرتبطان ببعضهما ارتباطاً وثيقاً؛ فالأول هو القسم الأصولي، ويأكل منهجية تحديد القرارات الفقهية والقطعية الثابتة وضوابط تغيرها، مثلما يناقش الرابطة بين المجتهد والعامي بمساحات القطع والتوهم في الشريعة. أما القسم الـ2، وهو القسم الفقهي فيتناول النُّظُم التأصيلية لهذه القرارات وكيفية معالجتها على يد المذاهب الفقية الأربعة: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.

ولبناء صورة بديهية لقضية الثبوت والتبدل المتعلقة بالأحكام القطعية، تتيح الباحثة بصورة موسعة عرضاً لنموذجين تطبيقيين تكتمل بهما الصورة بتحقيق العلاقة بين التأصيل والتطبيق، الأضخم يدرس حقّ القرين في تقييد مغادرة قرينته من البيت، والـ2 يدرس ما ينبغي على المرأة ستره في مواجهة الأجانب. وهما من المسائل التي تتطلب إلى مزيد تأصيل واستقلال يأخذ في الحسبان طبيعة العصر، ومقتضياته، وأولويات إرجاع غايات الدين، وأخلاقياته، وروحه، إلى قلوب الناس، وعقولهم، وسلوكياتهم.