كتاب التاريخ السري للإمبراطورية العثمانية – مصطفى أرمغان

2022-07-10

عادة ما يتبادر إلى أذهاننا لدى ذكر السلاطين العثمانيين صورة المديرين العسكريين المستلين سيوفهم في ميادين الوغى، والمديرين الساسة المجلجلة أصواتهم في مواجهة رجال البلد… وهكذا نتخيل عن غير صحيح أو صواب أن جوانبهم البشرية قد أقصيت عمداً من كتب الزمان الماضي.
إن تلك الصورة الروتينية المنتشرة عن السلاطين، والتي تظهرهم وكأنهم لا …يبكون ولا يضحكون ولا يفرحون ولا يحزنون هي ما جعلت الكاتب مصطفى أرمغان تركز بؤرة الضوء على جوانب غير معروفة من سيرهم، بالعمل على تحويل تلك الصورة الروتينية الدارجة عنهم؛ “أدرك ليسوا أصحاب وجوه مقطبة ومضجرة على الدوام”.في “تاريخ العثمانيين المخبأ” يدعوكم مصطفى أرمغان إلى العالم المخصص بالسلاطين الذين حكم أكثرهم ثلاث قارات. لقد أدرج في ذاك الكتاب هوايات السلاطين العثمانيين، وميولهم، ومهنهم، وفنونهم، وسلوكهم، وخصوصياتهم، وما أحبوه وشغفوا به وأبدعوا بصنعه وقليل منٍ من “المبادئ والقيم” وفق ما يتطلبه التوجه على طراز مواد مختصرة ومكثفة، سَيُأعلن الستار وستظهر أمامكم لوحات لأفراد تحسون أنها قريبة منكم وأنتم تستعرضونها، وستنطلقون في سفرية صامتة عبر الزمان الماضي تستدعي فيها الصفات الشخصية صفات أفراد أخرى. أوليس الزمان الماضي سفريةً على سبيل علم الذات؟
سنعثر في ذاك الكتاب على جوانب غير معروفة من حياة سلاطين بني عثمان مثل:
من هو السلطان الذي لم تطأ قدماه إسطنبول خلال مدة حكمه؟
من هو السلطان الذي كان ينبش الأختام بيديه، ويبيعها بمكان البيع والشراء، ويوزع سعرها على المعدمين؟
من أهدى أحب الأفراس إلى قلب عبد الحميد الـ2 لقاطع سبيل بلغاري؟
من هو السلطان العثماني الذي لا يُعرف اسم والدته؟
أي سلاطيين أسسوا نوادي رياضية؟
هل تعرفون السلطان الذي حمل على قمته أثر رِجل الرسول (عليه الصلاة والسلام)؟
من هم السلاطين الذين عملوا بالصياغة والنجارة وغزل الحبال؟
هل تعلمون أن ثمة سلطاناً شاعراً اشتهر بنظمه الشعر بكثافة فاقت معاصريه من الشعراء؟
وأعلاه، يكون “الزمان الماضي السّسقي للإمبراطورية العثمانية” عملٌ يكشف النقاب عن وجه مرئي لتاريخ مرئي. إنه عمل يشتمل بيانات مستقاة من مئات الأصول المعتبرة، يعرض جوانب ممتازة من العالم السّروي للقصر، ويفتح أمامنا العالم الشخصي للسلاطين حينما تغلق الأبواب جميعها، ويبقون وحيدين.