كتاب الأشرعة البعيدة مختارات من القصة القصيرة الأرترية – مجموعة مؤلفين

2022-12-27

توافر قصص الكتّاب الشبيبة على خيط ناظم، مفاده أن “أوطان الغير لا تصنع السعادة. روايات مختزلة ومكثفة، مفعمة بخيالاتها وأساليبها وسردياتها وحبكتها وشخصياتها. تتفاوت القصص، وتتعدد الأزمنة والأمكنة والأصوات، تختلف الكتابات باختلاف المحاولات والمواهب، لكنها تتلاقى بانتماء جلّها لما عقب الحداثة.

يتولى قيادة قليل من الحكايات أبطال بمعالم بديهية، تمشي بخطى متينة، وآخرون أكثر قربا لصفات “البطل المخالف للعرف”، لتردّدهم، وعدم سيطرتهم على ذواتهم، و تحركهم في عوالم الرؤيا والوهم واللا إدراك واللامعقول، إذ كل شئ محتمل. يتنقّل القارئ بين من يمزج بين الحقيقة والخيال، ومن يتخلف عن الحضور عن الإدراك ليستيقظ من الغفو لمجافاة الأوهام، وعاشقة لحبيب لا وجود له، وميِّتة لا تدرك أنها توفّت منذ فترة، ومن يكره نفسه الثانية الغائبة، ومن يرتكب جرم لِكَي يكتب حكاية، ومن يسكن قصصا لا وجود لها على أرض الواقع. اختلاط الأحلام والأوهام بالواقع يغوص بجلّ الحكايات في أجواء سريالية غرائبية ممتعة.إبداعات شبابية واعدة، حاليا وقد اكتسب القصّاصون تقنيات الحبكة الرّوائية، ونحث الأشخاص، والمسك بخيوط السرد، وتوظيف الحديث، ولعبة التشويق والإثارة. بدايات صبر في أشرعتها بعض الأفراد من الأقلام الأنيقة، بثرائها اللغوي وفنّ القصّ، من حالها أن تنعش الآمال في المستقبل، وتثري الأدب الارتري العربي.